Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 20, Ayat: 56-56)

Tafsir: Ḫawāṭir Muḥammad Mutawallī aš-Šaʿrawī

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

الآيات : الأمور العجيبة ، كما نقول : فلان آية في الذكاء ، آية في الحسن ، آية في الكرم . يعني : عجيب في بابه ، وسبق أنْ قسّمنا آيات الله إلى : آيات كونية كالشمس والقمر ، وآيات لإثبات صِدْق الرسُل ، وهي المعجزات وآيات القرآن الكريم ، والتي تسمى حاملة الأحكام . لكن آيات الله - عز وجل - كثيرة ولا تُحصى ، فهل المراد هنا أن فرعون رأى كل آيات الله ؟ لا لأن المراد هنا الآيات الإضافية ، وهي الآيات التسعة التي جعلها الله حُجّة لموسى وهارون ، ودليلاً على صِدْقهما ، كما قال سبحانه : { وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَىٰ تِسْعَ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ … } [ الإسراء : 101 ] . وهي : العصا واليد والطوفان والجراد والقُمَّل والضفادع والدم والسنين والنقص من الثمرات . تلك هي الآيات التي أراها الله لفرعون . والكلية في قوله : { آيَاتِنَا كُلَّهَا … } [ طه : 56 ] كلية إضافية . أي : كل الآيات الخاصة به كما تقول لولدك لقد أحضرتُ لك كل شيء وليس المقصود أنك أتيتَ له بكل ما في الوجود ، إنما هي كلية إضافية تعني كل شيء تحتاج إليه . ومع ذلك كانت النتيجة { فَكَذَّبَ وَأَبَىٰ } [ طه : 56 ] كذَّب : يعني نسبها إلى الكذب ، والكذب قَوْل لا واقعَ له ، وكان تكذيبه لموسى عِلَّة إبائه { وَأَبَىٰ } [ طه : 56 ] امتنعَ عن الإيمان بما جاء به موسى . ولو ناقشنا فرعون في تكذيبه لموسى عندما قال : { رَبُّنَا ٱلَّذِيۤ أَعْطَىٰ كُلَّ شَيءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَىٰ } [ طه : 50 ] . لما كذبتَ يا فرعون ؟ الحق سبحانه قال : خلقتُ هذا الكون بما فيه ، ولم يَأْتِ أحد لينقضَ هذا القول ، أو يدَّعيه لنفسه ، حتى أنت يا مَنْ ادعيْتَ الألوهية لم تدَّعِ خَلْق شيء ، فهي - إذن - قضية مُسلَّم بها للخالق عز وجل لم ينازعه فيها أحد ، فأنت - إذن - كاذب في تكذيبك لموسى ، وفي إبائك الإيمان به . ثم يقول الحق سبحانه : { قَالَ أَجِئْتَنَا لِتُخْرِجَنَا مِنْ أَرْضِنَا … } .