Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 21, Ayat: 42-42)
Tafsir: Ḫawāṭir Muḥammad Mutawallī aš-Šaʿrawī
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
أي : يرعاكم ويحفظكم ، وكأن الحق - سبحانه وتعالى - يُجري مقارنة بين إنعامه سبحانه على عباده وما يقابلونه به من جحود ونكران وكفران ، أنتم تكفرون بالله وتُؤذُون الصالحين من عباده وتسخرون منهم ، وهو سبحانه الذي { يَكْلَؤُكُم بِٱلْلَّيْلِ وَٱلنَّهَارِ … } [ الأنبياء : 42 ] أي : كلاءة صادرة من الله الرحمن . كما في قوله تعالى : { يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ ٱللَّهِ … } [ الرعد : 11 ] فليس المراد أنهم يحفظونه من أمر الله الذي أراده الله فيه لأن الحِفْظَ صادر من الله ، والحفَظة مكلّفون من قبله تعالى بحفظكم ، وليس تطوُّعاً منهم . وكلاءة الله لك وحِفْظه إياك في النهار وفي الليل وأنت نائم عليك حَفَظة يحفظونك ، ويدفَعون عنك الأذى . وكثيراً ما نسمع أن بعض الناس قام من نومه فوجد ثعباناً في فراشه ، ولم يُصِبْه بسوء ، وربما فزع لرؤيته فأصابه مكروه بسبب هذا الخوف ، وهو لا يعلم أن الثعبان لا يؤذيه طالما أنه لم يتعرَّض له ، وهذا من عجائب هذه المخلوقات أنها لا تؤذيك طالما لا تؤذيها . إذن : لا أحدَ يرقبك ويحفظك في نومك مِمَّا يُؤذيك إلا الحق سبحانه . وكلاءة الله لكم لا تقتصر على الحِفْظ من المعاطب ، فمن كلاءته سبحانه أن يمدّكم بمقوّمات الحياةَ ، فالشمس بضوئها ، والقمر بنوره ، والأرض بنباتها ، والسماء بمائها . ومع هذا تكفرون به ، وتسخرون من رسله وأهل طاعته لذلك يقول بعدها : { بَلْ هُمْ عَن ذِكْرِ رَبِّهِمْ مُّعْرِضُونَ } [ الأنبياء : 42 ] وما كان يصحّ أنْ يغيبَ ذِكْره تعالى عنهم . ثم يقول الحق تبارك وتعالى : { أَمْ لَهُمْ آلِهَةٌ تَمْنَعُهُمْ مِّن دُونِنَا … } .