Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 21, Ayat: 68-68)
Tafsir: Ḫawāṭir Muḥammad Mutawallī aš-Šaʿrawī
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
ونلحظ قولهم { حَرِّقُوهُ … } [ الأنبياء : 68 ] بالتضعيف الدالّ على المبالغة ، ولم يقولوا مثلاً : احْرٍقوه ، وقد اجتمعوا على هذا الفعل فبنَوْا بناءً وضعوا فيه النار ، ومكثوا أربعين يوماً يسجرونها بكل ما يمكن أن يشتعل ، وبذلك اشتدت حرارة النار ، حتى إن الطير الذي يمرُّ فوق هذه النار كان يسقط مشوياً من شدة حرها . والدليل على ذلك أنهم لما أرادوا إلقاء إبراهيم في النار لم يستطيعوا الاقتراب منها لشدة لَفْحها ، فصنعوا له منِجنيقاً لِيُلْقُوه به في النار من بعيد . وقولهم : { وَٱنصُرُوۤاْ آلِهَتَكُمْ … } [ الأنبياء : 68 ] حسب اعتقادهم كأن المعركةَ بين إبراهيم والآلهة ، والحقيقة أن الآلهة التي يعبدونها مع إبراهيم وليست ضده ، فالمعركة - إذن - بين إبراهيم وبين عُبَّاد الأصنام . وقولهم : { إِن كُنتُمْ فَاعِلِينَ } [ الأنبياء : 68 ] يعني : إنْ فعلتم شيئاً بإبراهيم فَحرِّقوه . ثم يقول الحق سبحانه عن إنجائه لإبراهيم - عليه السلام - من هذه المَحْرقَة : { قُلْنَا يٰنَارُ كُونِي … } .