Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 21, Ayat: 70-70)
Tafsir: Ḫawāṭir Muḥammad Mutawallī aš-Šaʿrawī
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
والمراد بالكيد هنا مسألة الإحراق ، ومعنى الكيد : تدبير خفيّ للعدو حتى لا يشعر بما يُدبَّر له ، فيحتاط للأمر ، والكيد يكون لصالح الشيء ، ويكون ضده ، ففي قوله تعالى : { كَذٰلِكَ كِدْنَا لِيُوسُفَ … } [ يوسف : 76 ] . أي : لصالحه فلم يقُلْ : كِدْنا يوسف إنما كِدْنا له ، وقالوا في الكيد : إنه دليل ضعف وعدم قدرة على المواجهة ، فالذي يُدبِّر لغيره ، ويتآمر عليه خُفْية ما فعل ذلك إلاّ لعدم قدرته على مواجهته . لذلك يقولون : أعوذ بالله من قبضة الضعيف ، فإنِّي قويٌّ على قبضة القوي . فإذا ما تمكّن الضعيف من الفرصة لا يدعها لأنه لا يضمنها في كل وقت ، أما القوي فواثق من قوته يستطيع أن ينال خَصْمه في أيِّ وقت ، ومن هنا قال الشاعر : @ وَضَعِيفَةً فَإِذَا أَصَابَتْ فُرْصَة قتلتْ كَذلِكَ قْدْرَةُ الضُّعفَاءِ @@ لذلك استدلوا على ضعف النساء بقوله تعالى : { إِنَّ كَيْدَكُنَّ عَظِيمٌ } [ يوسف : 28 ] وما دام أن كيدهن عظيم ، فضعفُهن أيضاً عظيم أو حتى أعظم . ثم قول تعالى : { فَجَعَلْنَاهُمُ ٱلأَخْسَرِينَ } [ الأنبياء : 70 ] والأخسرون جمع أخسر ، على وزن أفعل ليدل على المبالغة في الخُسْران ، وقد كانت خسارتهم في مسألة حَرْق إبراهيم من عِدَّة وجوه : أولاً أن إبراهيم عليه السلام لم يُصِبْه سوء رغم إلقائه في النار ، ثم إنهم لم يَسْلَموا من عداوته ، وبعد ذلك سيُجازون على فِعْلهم ، هذا في الآخرة ، فأيُّ خُسْران بعد هذا ؟ ثم يقول الحق تبارك وتعالى : { وَنَجَّيْنَاهُ وَلُوطاً إِلَى … } .