Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 21, Ayat: 75-75)

Tafsir: Ḫawāṭir Muḥammad Mutawallī aš-Šaʿrawī

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

كيف ؟ ألسنا جميعاً في رحمة الله ؟ قالوا : لأن هناك رحمة عامة لجميع الخَلْق تشمل حتى الكافر ، وهناك رحمة خاصة تعدي الرحمة منه إلى الغير ، وهذه يعنُون بها النبوة ، بدليل قول الله تعالى : { وَقَالُواْ لَوْلاَ نُزِّلَ هَـٰذَا ٱلْقُرْآنُ عَلَىٰ رَجُلٍ مِّنَ ٱلْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ } [ الزخرف : 31 ] فردَّ الله عليهم : { أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَتَ رَبِّكَ … } [ الزخرف : 32 ] أي : النبوة : { نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُمْ مَّعِيشَتَهُمْ فِي ٱلْحَيَاةِ ٱلدُّنْيَا … } [ الزخرف : 32 ] . فكيف يقسمون رحمة الله التي هي النبوة ، وهي قمة حياتهم ، ونحن نقسم لهم أرزاقهم ومعايشهم في الدنيا ؟ فمعنى { وَأَدْخَلْنَاهُ فِي رَحْمَتِنَآ … } [ الأنبياء : 75 ] أي : في رَكْب النبوة { إِنَّهُ مِنَ ٱلصَّالِحِينَ } [ الأنبياء : 75 ] أي : للنبوة ، والله أعلم حيث يجعل رسالته ، لكن قمة هذه الرحمة جاءت في النبي الخاتم والرسول الذي لا يُستْدرك عليه برسول بعده لذلك خاطبه ربه بقوله : { وَمَآ أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ } [ الأنبياء : 107 ] . فالرسل قبل محمد صلى الله عليه وسلم كانوا رحمة لأممهم ، أمّا محمد فرحمة لجميع العالمين . ثم يحدثنا الحق سبحانه عن رسول آخر من أولي العزم من الرسل : { وَنُوحاً إِذْ نَادَىٰ مِن قَبْلُ … } .