Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 22, Ayat: 12-12)
Tafsir: Ḫawāṭir Muḥammad Mutawallī aš-Šaʿrawī
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
معنى : { مَا لاَ يَضُرُّهُ … } [ الحج : 12 ] هل الصنم الذي يعبده الكافر من دون الله يمكن أن يضره ؟ لا ، الصنم لا يضر ، إنما الذي يضره حقيقة مَنْ عانده وانصرف عن عبادته ، تضره الربوبية التي يعاندها والمجَازي الذي يجازيه بعمله ، إذن : فما معنى : { يَضُرُّهُ … } [ الحج : 12 ] هنا ؟ المعنى : لا يضره إن انصرف عنه ولم يعبده ، ولا ينفعه إنْ عبده : { ذٰلِكَ هُوَ ٱلضَّلاَلُ ٱلْبَعِيدُ } [ الحج : 12 ] نعم ضلال : لأن الإنسان يعبد ويطيع مَنْ يرجو نفعه في أيِّ شيء ، أو يخشى ضره في أيِّ شيء . وقد ذكرنا سابقاً قول بعض العارفين : واجعل طاعتك لمن لا تستغني عنه ، ولو قلنا هذه المقولة لأبنائنا في الكتب الدراسية ، واهتمَّ بها القائمون على التربية لما أغرى الأولاد بعضهم بعضاً بالفساد ، ولوقفَ الولد يفكر مرة وألف مرة في توجيهات ربه ، ونصائح أبيه وأمه ، وكيف أنه سيترك توجيهات مَنْ يحبونه ويخافون عليه ويرجُون له الخير إلى إغراء صديق لا يعرف عنه وعن أخلاقه شيئاً . لا بُدَّ أنْ نُطعِّم أبناءنا مبادئ الإسلام ، ليعرف الولد منذ صِغَره مَنْ يحبه ومَنْ يكرهه ، ومَنْ هو أَوْلَى بطاعته . وتلحظ في الآية أن الضر سابق للنفع : { مَا لاَ يَضُرُّهُ وَمَا لاَ يَنفَعُهُ … } [ الحج : 12 ] لأن دَرْءَ المفسدة مُقدَّم على جَلْب المصلحة لأن المفسدة خروج الشيء عن استقامة تكوينه ، والنفع يزيدك ويضيف إليك ، أما الضر فينقصك ، لذلك خَيْر لك أنْ تظل كما أنت لا تنقص ولا تزيد ، فإذا وقفتَ أمام أمرين : أحدهما يجلب خيراً ، والآخر يدفع شراً ، فلا شَكَّ أنك ستختار دَفْع الشر أولاً ، وتشتغل بدَرْءِ المفسدة قبل جَلْب المصلحة . وضربنا لذلك مثلاً : هَبْ أن إنساناً سيرمي لك بتفاحة ، وآخر سيرميك بحجر في نفس الوقت ، فماذا تفعل ؟ تأخذ التفاحة ، أو تتقي أَذى الحجر ؟ هذا هو معنى " دَرْء المفسدة مُقدَّم على جَلْب المصلحة " .