Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 22, Ayat: 22-22)

Tafsir: Ḫawāṭir Muḥammad Mutawallī aš-Šaʿrawī

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

الحق - سبحانه وتعالى - يُصوّر حال أهل النار وما هم فيه من العذاب ومن اليأس في أن يُخفف عنهم ، فإذا ما حاولوا الخروج من غَمِّ العذاب جاءتهم هذه السياط فأعادتهم حيث كانوا ، والإنسان قد يتعود على نوع من العذاب فيهون عليه الأمر ، كالمسجون مثلاً الذي يُضْرب بالسياط على ظهره ، فبعد عدة ضربات يفقد الإحساس ولا يؤثر فيه ضَرْب بعد ذلك . وقد أجاد المتنبي في وصف هذا المعنى حين قال : @ رَمَاني الدَّهْرُ بالأَرْزَاءِ حتّى كَأنِّي فِي غِشَاءٍ مِنْ نِبَالِ فكنتُ إذا أَصَابتْني سِهَامٌ تكسَّرتْ النِّصَالُ علَى النِّصَال @@ لكن أنَّى يُخفَّف عن أهل النار ، والحق سبحانه وتعالى يقول : { كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُوداً غَيْرَهَا لِيَذُوقُواْ ٱلْعَذَابَ … } [ النساء : 56 ] . ففي إعادتهم تيئيس لهم بعد أنْ طمِعوا في النجاة ، وما أشدّ اليأس بعد الطمع على النفس لذلك يقولون : لا أفجعَ من يأسٍ مقمع ، بعد أمل مُقْمِع . كما يقول تعالى : { وَإِن يَسْتَغِيثُواْ يُغَاثُواْ … } [ الكهف : 29 ] ساعة يسمعون الإغاثة يأملون ويستبشرون ، فيأتيهم اليأس في { بِمَآءٍ كَٱلْمُهْلِ يَشْوِي ٱلْوجُوهَ … } [ الكهف : 29 ] . وقوله تعالى : { وَذُوقُواْ عَذَابَ ٱلْحَرِيقِ } [ الحج : 22 ] الحريق : الشيء الذي يحرق غيره لشدته . وبعد أن تحدثتْ الآياتُ عن الكافرين ، وما حاق بهم من العذاب كان لا بُدَّ أنْ تتحدَّث عن المقابل ، عن المؤمنين ليُجري العقلُ مقارنةً بين هذا وذاك ، فيزداد المؤمن تشبُّثاً بالإيمان ونُفْرةً من الكفر ، وكذلك الكافر ينتبه لعاقبة كُفْره فيزهد فيه ويرجع إلى الإيمان ، وهكذا ينتفع الجميع بهذه المقابلة ، وكأن الحق سبحانه وتعالى يعطينا في آيات القرآن وفي المقابلات وسائل النجاة والرحمة . يقول الحق سبحانه وتعالى : { إِنَّ ٱللَّهَ يُدْخِلُ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ جَنَّاتٍ … } .