Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 22, Ayat: 33-33)
Tafsir: Ḫawāṭir Muḥammad Mutawallī aš-Šaʿrawī
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
يعني : ما دامت هذه المسائل من شعائر الله ومن تقوى القلوب فاعملوها وعظِّموها لأن لكم فيها منافع عرفتها أو لم تعرفها ، وربما تعرف بعضها ولا تعرف الباقي لأنه مستور عنك ولو أنك لا تعلم قيمة الجزاء على هذه الشعائر ، فقيمة الجزاء على العمل بحسب أنفاس الإخلاص في هذا العمل . ومعنى { إِلَىٰ أَجَلٍ مُّسَمًّى … } [ الحج : 33 ] ما دام الحق - سبحانه وتعالى - ذَيَّل الآية بقوله { ثُمَّ مَحِلُّهَآ إِلَىٰ ٱلْبَيْتِ ٱلْعَتِيقِ } [ الحج : 33 ] إذن : فالمراد هنا شعيرة الذَّبْح ، ولا يخفى ما فيها من منافع حيث ننتفع بصوفها ووبرها ولبنها ولحمها ، ونتخذها زينة وركوبة . كل هذا { إِلَىٰ أَجَلٍ مُّسَمًّى … } [ الحج : 33 ] يعني : زمن معلوم ، وهو حين تقول وتنوي : هذه هدية للحرم ، ساعة تعقد هذه النية فليس لك الانتفاع بشيء منها ، لا أنت ولا غيرك لذلك يُميِّزونها بعلامة حتى إنْ ضلت من صاحبها يعرفون أنها مُهْداة لبيت الله ، فلا يأخذها أحد . وما دامت هذه منافع إلى أجل مسمى ، فلا بُدَّ أنها المنافع الدنيوية ، أما المنافع الأخروية فسوف تجدها فيما بعد في الآخرة . ثم يقول سبحانه : { ثُمَّ مَحِلُّهَآ إِلَىٰ ٱلْبَيْتِ ٱلْعَتِيقِ } [ الحج : 33 ] أي : بعد هذا الأجل المسمى ينتهي بها المطاف عند الحرم حيث تُذبَح هناك . وقد كان للعلماء كلامٌ حول هذه الآية : { ثُمَّ مَحِلُّهَآ إِلَىٰ ٱلْبَيْتِ ٱلْعَتِيقِ } [ الحج : 33 ] حيث قالوا : محل الذَّبْح في مِنَى ، وليس في مكة ، والآية تقول ، محلها البيت العتيق . نقول : الأصل كما جاء في الآية أن الذبح في مكة وفي الحرم ، إلا أنهم لما استقذروا الذَّبْح في الحرم بسبب ما يُخلفه من قاذورات ودماء وخلافه نتيجة هذه العملية ، فرُؤي أن يجعلوا الذبح بعيداً عن الحرم حتى يظل نظيفاً ، وهذا لا يمنع الأصل ، وهو أنْ يكون الذَّبْح في الحرم ، كما جاء في آية أخرى : { هَدْياً بَالِغَ ٱلْكَعْبَةِ … } [ المائدة : 95 ] وفي الحديث الشريف : " مكّةُ كلُّها مَنْحرٌ " . ثم يقول الحق سبحانه : { وَلِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنسَكاً لِّيَذْكُرُواْ ٱسْمَ ٱللَّهِ عَلَىٰ مَا رَزَقَهُمْ مِّن بَهِيمَةِ ٱلأَنْعَامِ … } .