Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 22, Ayat: 41-41)
Tafsir: Ḫawāṭir Muḥammad Mutawallī aš-Šaʿrawī
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
معنى : { مَّكَّنَّاهُمْ فِي ٱلأَرْضِ … } [ الحج : 41 ] جعلنا لهم سلطاناً وقوة وغَلَبة ، فلا يَجترىء أحد عليهم أو يزحزحهم ، وعليهم أنْ يعلموا أن الله ما مكَّنهم ونصرهم لذاتهم ، وإنما ليقوموا بمهمة الإصلاح وينقوا الخلافة الإنسانية في الأرض من كُلِّ ما يُضعِف صلاحها أو يفسده . لذلك ، سيدنا سليمان عليه السلام كان يركب بساط الريح يحمله حيث أراد ، فداخله شيء من الزهو ، فمال به البساط وأوشك أنْ يُلقيه ، ثم سمع من البساط مَنْ يقول له : أُمِرْنا أن نطيعك ما أطعتَ الله . والممكَّن في الأرض الذي أعطاه الله البأْس والقوة والسلطان ، يستطيع أنْ يفرض على مجتمعه ما يشاء ، حتى إنْ مُكِّن في الأرض بباطل يستطيع أنْ يفرض باطله ويُخضِع الناس له ، ولو إلى حين . فماذا يُناط بالمؤمن إنْ مُكِّن في الأرض ؟ يقول تعالى : { ٱلَّذِينَ إِنْ مَّكَّنَّاهُمْ فِي ٱلأَرْضِ أَقَامُواْ ٱلصَّلاَةَ … } [ الحج : 41 ] ليكونوا دائماً على ذِكْر وولاء من ربهم الذي وهبهم هذا التمكين ذلك لأنهم يترددون عليه سبحانه خَمْس مرات في اليوم والليلة . { وَآتَوُاْ ٱلزَّكَـاةَ وَأَمَرُواْ بِٱلْمَعْرُوفِ وَنَهَوْاْ عَنِ ٱلْمُنْكَرِ } [ الحج : 41 ] فهذه أُسس الصلاح في المجتمع والميزان الذي يسعد به الجميع . { وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ ٱلأُمُورِ } [ الحج : 41 ] يعني : النهاية إلينا ، وآخر المطاف عندنا ، فمَن التزم هذه التوجيهات وأدَّى دوره المنُوط في مجتمعه ، فبها ونِعْمتْ ، ومَنْ ألقاها وراء ظهره فعاقبته معروفة . ثم يُسلِّي الحق سبحانه رسوله صلى الله عليه وسلم حتى لا يهتم بما يفعله قومه من كفر وعناد ومجابهة للدعوة : { وَإِن يُكَذِّبُوكَ فَقَدْ كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ … } .