Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 22, Ayat: 6-6)
Tafsir: Ḫawāṭir Muḥammad Mutawallī aš-Šaʿrawī
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
أي : أن ما حدث في خَلْق الإنسان تكويناً ، وما حدث في إنبات الزرع تكويناً ونماءً ، يردُّ هذا كله إلى أن الله تعالى { هُوَ ٱلْحَقُّ … } [ الحج : 6 ] فلماذا أتى بالحق ولم يقُلْ الخالق ؟ قالوا : لأن الخالق قد يخلق شيئاً ثم يتخلى عنه ، أمّا الله - سبحانه وتعالى - فهو الخالق الحق ، ومعنى الحق أي : الثابت الذي لا يتغير ، كذلك عطاؤه لا يتغير ، فسوف يظل سبحانه خالقاً يعطيك كل يوم لأن عطاءه سبحانه دائم لا ينفد . وإذا نظرتَ إلى الوجود كله لوجدته دورة مكررة ، فالله عز وجل قد خلق الأرض وقدَّر فيها أقواتها ، فمثلاً كمية الماء التي خلقها الله في الكون هي هي لم تَزِدْ ولم تنقص لأن للماء دورة في الحياة ، فالماء الذي تشربه طوال حياتك لا يُنقص في كمية الماء الموجودة لأنه سيخرج منك على صورة فضلات ليعود في دورة الماء في الكون من جديد . وهكذا في الطعام الذي تأكله ، وفي الوردة الجميلة الطرية التي نقطفها ، كل ما في الوجود له دورة يدور فيها ، وهذا معنى : { وَقَدَّرَ فِيهَآ أَقْوَاتَهَا … } [ فصلت : 10 ] . فمعنى : { ٱلْحَقُّ … } [ الحج : 6 ] هنا الثابت الذي لا يتغير في الخَلْق وفي العطاء . فلا تظن أن عطاء الله لك شيء جديد ، إنما هو عطاء قديم يتكرر لك ولغيرك . ثم يقول تعالى : { وَأَنَّهُ يُحْيِـي ٱلْمَوْتَىٰ … } [ الحج : 6 ] كما قُلْنا في الآية السابقة : { وَتَرَى ٱلأَرْضَ هَامِدَةً … } [ الحج : 5 ] أي : ساكنة لا حياةَ فيها ، والله وحده القادر على إحيائها لذلك نجد علماء الفقه يُسمُّون الأرض التي نصلحها للزراعة إحياء الموات فالله تعالى هو القادر وحده على إحياء كل ميت لذلك يقول بعدها : { وَأَنَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ } [ الحج : 6 ] وما دام الأمر كذلك وما دُمْتم تشاهدون آية إحياء الموات في الأرض الميتة فلا تنكروا البعث وإعادتكم بعد الموت . فيقول تعالى : { وَأَنَّ ٱلسَّاعَةَ آتِيَةٌ لاَّ رَيْبَ فِيهَا … } .