Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 23, Ayat: 66-66)

Tafsir: Ḫawāṭir Muḥammad Mutawallī aš-Šaʿrawī

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

كيف تستغيثون بالله وتجأرون إليه وأنتم تُلْقى عليكم آياته تشرح لكم وتثبت لكم وجود الله بالآيات الكونية ، وتثبت لكم صِدْق الرسول بالمعجزات ، وتحمل لكم منهج الله في الآيات حاملة الأحكام ، ولكنكم عميتم عن ذلك كله . ومعنى { فَكُنتُمْ عَلَىٰ أَعْقَابِكُمْ تَنكِصُونَ } [ المؤمنون : 66 ] العقب : مؤخرة القدم ، فبدل أن يمشي إلى الأمام كما خلقه الله وجعل له كشافات يُبصر بها الطريق ، ويهتدي إلى موضع قدميْه ، إذا به يمشي للخلف على عَقبه ، وكأنهم أُخِذوا أَخْذاً غَيَّر عندهم دولاب السير ، لماذا ؟ لأنهم عَمُوا عن أسباب الهداية ، فصاروا يتخبطون في متاهات الحياة على غير هدى ، كمَنْ يسير بظهره لا يعرف مواقع قدميْه ، وهكذا فعلوا هم بأنفسهم . وهذا التراجع يسمونه في قيادة السيارات مارشادير ، ويحتاج فيه الإنسان لمن يُوجِّهه ويرشد حركته يميناً أو شمالاً لأنه لا يرى . فالمعنى : لا تَلُمْ إلا نفسك حيث حرمتها من أسباب الهداية ، فبعد أنْ جاءتك وأصبحت بين يديك أغمضتَ عنها عينيك . وفي موضع آخر قال سبحانه عن الشيطان : { فَلَمَّا تَرَآءَتِ ٱلْفِئَتَانِ نَكَصَ عَلَىٰ عَقِبَيْهِ وَقَالَ إِنِّي بَرِيۤءٌ مِّنْكُمْ … } [ الأنفال : 48 ] .