Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 23, Ayat: 74-74)

Tafsir: Ḫawāṭir Muḥammad Mutawallī aš-Šaʿrawī

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ ٱلصِّرَاطِ … } [ المؤمنون : 74 ] هو الطريق المستقيم الذي يُؤدِّي إلى الغاية بأقلّ مجهود ، وفي أقل وقت ويوصلك إلى أفضل غاية . والطريق يأخذ حظه من العناية والاهتمام بقدر الغاية الموصِّل إليها ، فالطريق من القاهرة إلى الإسكندرية غير الطريق بين القرى والنُّجوع . ومعنى : { لَنَاكِبُونَ } [ المؤمنون : 74 ] يعني : منحرفون عن الطريق ، ولهم حَظٌّ في الاعوجاج وعدم الاستقامة لذلك يقول لك مَنْ يريد الصدق تعال دوغري يعني : من الطريق المستقيم الذي لا اعوجاجَ فيه ولا مراوغةَ . لكن ، ما الذي جعلهم يتنكّبون الطريق المستقيم الذي يُنظِّم لهم حركة الحياة ، ويجعلها تتساند لا تتعاند ، ويعود مجهود الفرد على الباقين ؟ لماذا يحرِمون أنفسهم من مزايا هذا الطريق ؟ قالوا : لأنهم مكذبون بالآخرة ، ولو لم يكونوا مكذبين بالآخرة لآمنوا واتبعوا منهج الله لأنهم سيئولون إلى الله أيلولةً ، تعطي المحسن جزاءه وتعطي المسيء جزاءه . فالذي أفسد هؤلاء أنهم اتبعوا أهواءهم ، وظنوا أن الدنيا هي الغاية وهي نهاية المطاف ، وغفلوا عن الآخرة ، وأنها دار النعيم الحقيقي الذي لا يفوتُك ولا تفوته . كما قال عنها الحق سبحانه وتعالى : { وَإِنَّ ٱلدَّارَ ٱلآخِرَةَ لَهِيَ ٱلْحَيَوَانُ لَوْ كَانُواْ يَعْلَمُونَ } [ العنكبوت : 64 ] يعني : الحياة الحقيقية . ثم يقول الحق سبحانه : { وَلَوْ رَحِمْنَاهُمْ وَكَشَفْنَا مَا بِهِمْ مِّن ضُرٍّ لَّلَجُّواْ فِي طُغْيَانِهِمْ … } .