Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 23, Ayat: 8-8)

Tafsir: Ḫawāṭir Muḥammad Mutawallī aš-Šaʿrawī

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ رَاعُونَ } : يعني يحافظون عليها ويراعونها بالتنفيذ ، والأمانة : كل ما استُؤمِنْت عليه ، وأول شيء استؤمِنتَ عليه عهد الإيمان بالله الذي أخذه الله عليك ، وما دُمْت قد آمنت بالإله فعليك أن تُنفِّذ أوامره . إذن : هناك أمانة للحق وأمانة للخَلْق ، أمانة الحق التي قال الله تعالى عنها : { إِنَّا عَرَضْنَا ٱلأَمَانَةَ عَلَى ٱلسَّمَاوَاتِ وَٱلأَرْضِ وَٱلْجِبَالِ فَأبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا ٱلإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُوماً جَهُولاً } [ الأحزاب : 72 ] . فما دُمْتَ قد قبلت تحمُّل الأمانة ، فعليك الأداء . أما العهد : فكل ما يتعهد به الإنسان في غير معصية ويلزمه الوفاء بما عاهد به لأنك حين تعاهد إنساناً على شيء فقد ربطْتَ حركته وقيدتها في دائرة إنفاذ هذا العهد ، فحين تقول لي : سأقابلك غداً في المكان الفلاني في الوقت الفلاني لعمل كذا وكذا ، فإنني سأُرتِّب حركة حياتي بناءً على هذا الوعد ، فإذا أخلفتَ وعدك فقد أطلقتَ نفسك في زمنك وتصرفت حسْب راحتك ، وقيَّدْت حركتي أنا في زمني وضيَّعت مصالحي ، وأربكت حركة يومي لذلك شدَّد الإسلام على مسألة خُلْف الوعد .