Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 23, Ayat: 93-94)
Tafsir: Ḫawāṭir Muḥammad Mutawallī aš-Šaʿrawī
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ قُل … } [ المؤمنون : 93 ] أمر من الله تعالى لرسوله صلى الله عليه وسلم { رَّبِّ … } [ المؤمنون : 93 ] منادى حُذِفَتْ منه أداة النداء يعني : يا رب { إِمَّا تُرِيَنِّي مَا يُوعَدُونَ } [ المؤمنون : 93 ] يعني : من العذاب { رَبِّ فَلاَ تَجْعَلْنِي فِي ٱلْقَوْمِ ٱلظَّالِمِينَ } [ المؤمنون : 94 ] أي : إن قدَّرتَ أن تعذبهم في حياتي فلا تُعذِّبهم وأنا فيهم . وهذا من رقة قلبه صلى الله عليه وسلم ، وحين اشتد به إيذاء الكفار وعنادهم في أوَل الدعوة أرسل الله إليه الملائكة تعرض عليه الانتقام من قومه المكذِّبين به ، لكنه يأبى ذلك ويقول : " اللهم اهْدِ قومي فإنهم لا يعلمون " ويقول : " لعلَّ الله يُخرِج من أصلابهم مَنْ يقول : لا إله إلا الله " . كما أن موقفه يوم فتح مكة واضح ومعروف ذلك لأنه صلى الله عليه وسلم أُرسِل رحمة للعالمين . لكن ، هل قال الرسول ودعا بهذا الدعاء لأنه يعتقد أن الله يجعله معهم حين ينزل بهم العذاب ؟ نقول : لا لأنه لم يقُلْ هذه الجملة من نفسه ، إنما أمره الله بها ، ولم يكُنْ رسول الله ليعتقد هذا الاعتقاد ، إذن : المسألة وَحْي من الله لا بُدَّ أن يُبلِّغه ، وأن يقولها كما قالها الله لأن مدلولها رحمة به في ألاَّ يرى مَنْ يعذب ، أو من باب قوله تعالى : { وَٱتَّقُواْ فِتْنَةً لاَّ تُصِيبَنَّ ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنكُمْ خَآصَّةً … } [ الأنفال : 25 ] . وهذا الدعاء الذي دعا به رسول الله يدفع عنه أيَّ خاطر يطرأ عليه ، ويطمئنه أن هذا الأمر لن يحدث . وقوله : { إِمَّا تُرِيَنِّي … } [ المؤمنون : 93 ] عبارة عن إنْ و مَا وهما يدلان على معنى الشرطية والزمنية ، فكأنه قال : قُلْ ساعةَ أن ينزل بهم العذاب : ربِّ لا تجعلني في القوم الظالمين .