Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 24, Ayat: 10-10)

Tafsir: Ḫawāṭir Muḥammad Mutawallī aš-Šaʿrawī

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

أي : لولا هذا لَفُضحتم ولتفاقمت بينكم العداوة ، لكن عصمكم فضل الله في هذا التشريع الحكيم المناسب لهذه الحالة . والقذف جريمة بشعة في حَقِّ المجتمع كله ، تشيع فيه الفاحشة وتتقطع الأواصر ، هذا إنْ كان للمحصنات البعيدات ، وهو أعظم إنْ كان للزوجة ، لكن ما بالك إنْ وقع مثل هذا القول على أم ليست أماً لواحد ، إنما هي أم لجميع المؤمنين ، هي أم المؤمنين السيدة عائشة - رضي الله عنها وأرضاها - فكانت مناسبة أن يذكر السياق ما كان من قَذْف السيدة عائشة ، والذي سُمِّي بحادثة الإفك لماذا ؟ لأن الله تعالى يريد أن يُعطينا الأُسْوة في النبوة نفسها ، ويريد أنْ يُسلِِّي عائشة صاحبة النسب العريق وأم المؤمنين ، وقد قيل فيها ما قيل لذلك ستظل السيدة عائشة أُسْوة لكل شريفة تُرْمَى في عِرْضها ، ويحاول أعداؤها تشويه صورتها ، نقول لها : لا عليك ، فقد قالوا مثل هذا في عائشة . وتقوم آيات الإفك دليلاً على صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم - في البلاغ عن ربه ، فذكر أنهم يرمون المحصنات ، ويرمون زوجاتهم ، والأفظع من ذلك أنْ يرموا زوجة النبي وأم المؤمنين ، فيقول سبحانه : { إِنَّ ٱلَّذِينَ جَآءُوا بِٱلإِفْكِ عُصْبَةٌ مِّنْكُمْ لاَ تَحْسَبُوهُ شَرّاً لَّكُمْ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ … } .