Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 24, Ayat: 12-12)
Tafsir: Ḫawāṭir Muḥammad Mutawallī aš-Šaʿrawī
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
يُوجِّهنا الحق - تبارك وتعالى - إلى ما ينبغي أن يكون في مثل هذه الفتنة من ثقة المؤمنين بأنفسهم وبإيمانهم ، وأنْ يظنوا بأنفسهم خيراً وينأَوا بأنفسهم عن مثل هذه الاتهامات التي لا تليق بمجتمع المؤمنين ، فكان على أول أُذن تسمع هذا الكلام على أول لسان ينطق به أن يرفضه لأن الله تعالى ما كان ليُدلس على رسوله وصَفْوته من خَلْقه ، فيجعل زوجته محلَّ شكٍّ واتهام فضلاً عن رَمْيها بهذه الجريمة البشعة . { لَّوْلاۤ إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ ٱلْمُؤْمِنُونَ وَٱلْمُؤْمِنَاتُ بِأَنْفُسِهِمْ خَيْراً وَقَالُواْ هَـٰذَآ إِفْكٌ مُّبِينٌ } [ النور : 12 ] كان من المنتظر قبل أن تنزل المناعة في القرآن أن تأتي من نفوس المؤمنين أنفسهم ، فيردون هذا الكلام . و لولا أداة للخصِّ والحثِّ ، وقال : { ٱلْمُؤْمِنُونَ وَٱلْمُؤْمِنَاتُ … } [ النور : 12 ] لأنه جال في هذه الفتنة رجال ونساء ، والقرآن لا يحثهم على ظنِّ الخير برسول الله أو بزوجته ، وإنما ظن الخير بأنفسهم هم لأن هذه المسألة لا تليق بالمؤمنين ، فما بالك بزوجة نبي الله ورسوله صلى الله عليه وسلم ؟ { وَقَالُواْ … } [ النور : 12 ] أي : قبل أن ينزل القرآن ببراءتها { هَـٰذَآ إِفْكٌ مُّبِينٌ } [ النور : 12 ] يعني : كذب متعمد واضح بيِّن لأنه في حق مَنْ ؟ في حق أم المؤمنين التي طهَّرها الله واختارها زوجة لرسوله صلى الله عليه وسلم . ثم يقول الحق سبحانه : { لَّوْلاَ جَآءُوا عَلَيْهِ بِأَرْبَعَةِ شُهَدَآءَ فَإِذْ لَمْ يَأْتُواْ بِالشُّهَدَآءِ … } .