Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 24, Ayat: 3-3)

Tafsir: Ḫawāṭir Muḥammad Mutawallī aš-Šaʿrawī

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ ٱلزَّانِي لاَ يَنكِحُ إِلاَّ زَانِيَةً أَوْ مُشْرِكَةً … } [ النور : 3 ] لأن الزواج يقوم على التكافؤ ، حتى لا يستعلي أحد الزوجين على الآخر ، والزاني فيه خِسَّة ، فلا يليق به إلا خسيسة مثله يعني : زانية ، أو أخس وهي المشركة لأن الشرك أخسُّ من الزنا ، لأن الزنا مخالفة أمر توجيهي من الله ، أمّا الشرك فهو كفر بالله لذلك فالمشركة أخبث من الزانية . وما نقوله في زواج الزاني نقوله في زواج الزانية { وَٱلزَّانِيَةُ لاَ يَنكِحُهَآ إِلاَّ زَانٍ أَوْ مُشْرِكٌ … } [ النور : 3 ] . وهنا يعترض البعض : كيف إنْ كانت الزانية مسلمة : أينكحها مشرك ؟ قالوا : التقابل هنا غرضه التهويل والتفظيع فقط لا الإباحة لأن المسلمة لا يجوز أن تتزوج مشركاً أبداً ، فالآية توبيخ لها : يا خسيسة ، لا يليق بك إلا خسيس مثلك أو أخسّ . وأرى أن النص محتمل لانفكاك الجهة لأن التي زنتْ تدور بين أمرين : إما أنها أقبلتْ على الزنا وهي تعلم أنه مُحرَّم ، فتكون عاصية باقية على إسلامها ، أو أنها ردَّت حكم الزنا واعترضت عليه فتكون مشركة ، وفي هذه الحالة يستقيم لنا فهم الآية . ثم يقول تعالى : { وَحُرِّمَ ذٰلِكَ عَلَى ٱلْمُؤْمِنِينَ } [ النور : 3 ] فهذا سبب طُهْر الأنسال أن يُحرِّم الله تعالى الزنا ، فيأتي الخليفة طاهر النسل والعنصر ، محضوناً بأب وأم ، مضموماً بدفء العائلة ، لا يتحملون عليه نسمة الهواء لأنه جاء من وعاء طيب طاهر نظيف . ثم يقول الحق سبحانه : { وَٱلَّذِينَ يَرْمُونَ ٱلْمُحْصَنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُواْ بِأَرْبَعَةِ شُهَدَآءَ فَٱجْلِدُوهُمْ … } .