Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 24, Ayat: 6-7)
Tafsir: Ḫawāṭir Muḥammad Mutawallī aš-Šaʿrawī
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
بعد أن تكلم الحق - تبارك وتعالى - عن الذين يرمون المحصنات ، وبيّن حكم القذف ، أراد أنْ يُبيِّن حكم الرمي إنْ كان من الزوج لزوجته لأن الأمر هنا مختلف ، وربما يكون بينهما أولاد منه أو من غيره ، فعليه أن يكون مُؤدباً بأدب الشرع ، ولا يجرح الأولاد برمي أمهم ولا ذنب لهم . لذلك شرع الحق - سبحانه وتعالى - في هذه الحالة حكماً خاصاً بها هو الملاعنة ، وقد سُمِّيت هذه الآية آية اللعان . ويُرْوَى أن هلال بن أمية ذهب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال له : يا رسول الله إني رأيتُ فلاناً على بطن زوجتي ، فإنْ تركتُه لآتي بأربعة شهداء لقضى حاجته وانصرف ، وإنْ قتلتُه فقد اعتديْتُ عليه . إذن : ما حَلّ هذا اللغز ؟ وينبغي أن نعلم أن الله تعالى لا ينزل التشريع والحكم بدايةً ، إنما يترك في الكون من أقضية الحياة وأحداثها ما يحتاج لهذا الحكم ، بحيث ينزل الحكم فيصادف الحاجة إليه ، كما يقولون : موقع الماء من ذي الغُلَّة الصَّادي ، يعني : حين ينزل الحكم يكون له موضع فيتلقفه الناس ، ويشعرون أنه نزل من أجلهم بعد أنْ كانوا يستشرفون لحكم في مسألة لم يأت فيها حكم . وقد شرع الله تعالى حكم الملاعنة أو اللعان خاصة ، لهذه الحالة التي يلاحظ فيها الزوج شيئاً على أهله ، وقد يضع يده عليه ، لكن لا يستطيع أنْ يأتي عليه بشهود ليثبت هذه الحالة لذلك جعله الشارع الحكيم يقوم وحده بهذه الشهادة ، ويكررها أربع مرات بدل الشهداء الأربع . يقول : أشهد الله أنني صادق فيما رميتُ به امرأتي ، يقولها أربع مرات ، وفي الخامسة يقول : ولعنة الله عليَّ إنْ كنتُ كاذباً ، وهكذا ينتهي دور الزوج في الملاعنة .