Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 24, Ayat: 5-5)
Tafsir: Ḫawāṭir Muḥammad Mutawallī aš-Šaʿrawī
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
اختلف العلماء في معنى الاستثناء هنا : أهو استثناء من الفِسْق ؟ أم استثناء من عدم قبول الشهادة ؟ ذكرنا أن مشروعية التوبة مِنَّة وتكرُّم من الحق - تبارك وتعالى - لأنه لو لم تشرع التوبة كان مَنْ يقع في معصية مرة ، ولا تُقبل منه توبة يتجرأ على المعصية ويكثر منها ، ولم لا ؟ فلا دافعَ له للإقلاع . إذن : حين يشرع الله التوبة إنما يحمي المجتمع من الفاقدين الذين باعوا أنفسهم ، وفقدوا الأمل في النجاة . فمشروعية التوبة كَرَم ، وقبولها كرم آخر ، لذلك يقول الحق سبحانه : { ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُوۤاْ … } [ التوبة : 118 ] أي : شرع لهم التوبة ليتوبوا فيقبل منهم . وقوله تعالى : { وَأَصْلَحُواْ … } [ النور : 5 ] تدل على أن مَنْ وقعتْ منه سيئة عليه أن يتبعها بحسنة ، وقد ورد في الحديث الشريف : " وأتبع السيئةَ الحسنةَ تَمْحُها … " لذلك تجد الذين أسرفوا على أنفسهم في ناحية ما ، حينما يكبرون ويُحبّون التوبة تراهم شغوفين بحُبِّ الخير وعمل الطاعات ، يريدون أن يُكفِّروا بها ما سبق من السيئات ، على خلاف مَنْ حافظ على نفسه ، ونأى بها عن المعاصي ، فتراه بارداً من ناحيتها يفعل الخير على قَدْر طاقته . وكأن الحق - تبارك وتعالى - يُحذِّر عباده : يا عبادي احذروا : مَنْ أخذ مني شيئاً خِلْسة أو ترك لي حكماً ، أو تجرأ عليَّ بمعصية سيتعب فيما بعد ، ويلاقي الأمَّريْن لأن السيئة ستظل وراءه تطارده وتُجهده لأغفرها له ، وسيحتاج لكثير من الحسنات وأفعال الخير ليجبر بها تقصيره في حَقِّ ربه . ثم يقول الحق سبحانه : { وَٱلَّذِينَ يَرْمُونَ أَزْوَاجَهُمْ وَلَمْ يَكُنْ لَّهُمْ شُهَدَآءُ إِلاَّ أَنفُسُهُمْ فَشَهَادَةُ أَحَدِهِمْ أَرْبَعُ شَهَادَاتٍ بِٱللَّهِ إِنَّهُ لَمِنَ ٱلصَّادِقِينَ * وَٱلْخَامِسَةُ أَنَّ … } .