Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 25, Ayat: 11-11)

Tafsir: Ḫawāṭir Muḥammad Mutawallī aš-Šaʿrawī

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

يُضرِب السياق عن الكلام السابق ، ويعود إلى مسألة تكذيبهم وعدم الإيمان بمحمد صلى الله عليه وسلم لأن الإيمان ليس في مصلحتهم ، فالإيمان يقتضي حساباً وجزاءً ، وهم يريدون التمادي في باطلهم والاستمرار في لَغْوهم واستهتارهم ومعاصيهم لذلك يُكذِّبهم أنفسهم ويخدعونها ليظلوا على ما هم عليه . ولذلك ترى الذين يُسرفون على أنفسهم في الدنيا من الماديين والملاحدة والفلاسفة يتمنون أنْ تكون قضية الدين قضيةً فاسدة كاذبة ، فينكرونها بكل ما لديْهم من قوة ، فالدين عندهم أمر غير معقول لأنهم لو أقروا به فمصيبتهم كبيرة . ومعنى : { وَأَعْتَدْنَا … } [ الفرقان : 11 ] هيّأنا وأعددْنا لهم سعيراً لأن عدم إيمانهم بالساعة هو الذي جَرَّ عليهم العذاب ، ولو أنهم آمنوا بها وبلقاء الله وبالحساب وبالجزاء لاهتَدوْا ، واعتدلوا على الجادة ، ولَنجَوْا من هذا السعير . والسعير : اسم للنار المسعورة التي تلتهم كل ما أمامهم ، كما نقول : كَلْب مسعور ، ثم يقول سبحانه في وصفها : { إِذَا رَأَتْهُمْ مِّن مَّكَانٍ بَعِيدٍ … } .