Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 25, Ayat: 14-14)

Tafsir: Ḫawāṭir Muḥammad Mutawallī aš-Šaʿrawī

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

يُوبِّخهم الحق - سبحانه وتعالى - ويُبكِّتهم : يا خيبتكم ويا ضياعكم ، لن ينفعكم أنْ تدعوا ثُبوراً واحداً ، بل ادعوا ثُبوراً وثبوراً وثبوراً لأنها مسألة لن تنتهي ، فسوف يُسْلِمكم العذاب إلى عذاب ، حتى ينادوا : { يٰمَالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ قَالَ إِنَّكُمْ مَّاكِثُونَ } [ الزخرف : 77 ] وهو عذاب متجدد : { كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُوداً غَيْرَهَا لِيَذُوقُواْ ٱلْعَذَابَ … } [ النساء : 56 ] . ثم يذكر الحق سبحانه المقابل ليكون ذلك أنْكَى لأهل الشر وأَغْيظ لهم ، فيذكر بعد العذاب الثوابَ على الخير وعِظَم الجزاء على الطاعة ، ومثل هذه المقابلات كثيرة في كتاب الله ، كما في قوله تعالى : { إِنَّ ٱلأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ * وَإِنَّ ٱلْفُجَّارَ لَفِي جَحِيمٍ } [ الإنفطار : 13 - 14 ] . ويقول سبحانه : { فَلْيَضْحَكُواْ قَلِيلاً وَلْيَبْكُواْ كَثِيراً جَزَآءً بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ } [ التوبة : 82 ] . وهنا بعد أنْ ذكر النار وما لها من شهيق وزفير ، يقول سبحانه : { قُلْ أَذٰلِكَ خَيْرٌ أَمْ جَنَّةُ ٱلْخُلْدِ … } .