Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 25, Ayat: 29-29)
Tafsir: Ḫawāṭir Muḥammad Mutawallī aš-Šaʿrawī
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ خَذُولاً } [ الفرقان : 29 ] صيغة مبالغة من الخذلان ، نقول : خاذل وخذول ، ومعنى خذلك أي : تخلّى عنك في الأمر بعد أنْ مدَّ لك حبالَ الأمل ، فإذا ما جاء وقت الحاجة إليه تخلّى عنك وتركك ، كذلك الشيطان يفعل بأوليائه ، كما جاء في آيات أخرى : { كَمَثَلِ ٱلشَّيْطَانِ إِذْ قَالَ لِلإِنسَانِ ٱكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قَالَ إِنِّي بَرِيۤءٌ مِّنكَ إِنِّيۤ أَخَافُ ٱللَّهَ رَبَّ ٱلْعَالَمِينَ } [ الحشر : 16 ] وفي آية أخرى : { وَإِذْ زَيَّنَ لَهُمُ ٱلشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ وَقَالَ لاَ غَالِبَ لَكُمُ ٱلْيَوْمَ مِنَ ٱلنَّاسِ وَإِنِّي جَارٌ لَّكُمْ … } [ الأنفال : 48 ] . وفي موضع آخر يقول لأتباعه : { مَّآ أَنَاْ بِمُصْرِخِكُمْ وَمَآ أَنتُمْ بِمُصْرِخِيَّ … } [ إبراهيم : 22 ] . فحين يقولون له : لقد أغويتنا وأضللْتنا يقول لهم : { وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُمْ مِّن سُلْطَانٍ } [ إبراهيم : 22 ] لا سلطانَ حجة أقنعكم به ولا سلطان قهر أحملكم به وأقهركم على طاعتي ، بل كنتم على تشويرة : { إِلاَّ أَن دَعَوْتُكُمْ فَٱسْتَجَبْتُمْ لِي … } [ إبراهيم : 22 ] . ثم يقول الحق سبحانه عن رسوله صلى الله عليه وسلم : { وَقَالَ ٱلرَّسُولُ يٰرَبِّ إِنَّ قَوْمِي … } .