Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 26, Ayat: 172-173)
Tafsir: Ḫawāṭir Muḥammad Mutawallī aš-Šaʿrawī
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ ٱلآخَرِينَ } [ الشعراء : 172 ] أي : الذين لم يؤمنوا بدعوته ، ولم ينتهوا عن هذه الفاحشة ، ثم بيَّن نوعية هذا التدمير ، فقال : { وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِم مَّطَراً فَسَآءَ مَطَرُ ٱلْمُنذَرِينَ } [ الشعراء : 173 ] ولما كان المطر من أسباب الخير وعلامات الرحمة ، حيث ينزل الماء من السماء ، فيُحيي الأرض بعد موتها ، وصف الله هذا المطر بأنه { فَسَآءَ مَطَرُ ٱلْمُنذَرِينَ } [ الشعراء : 173 ] فهو ليس مطرَ خَيْر ورحمة ، إنما مطر عذاب ونقمة . كماء جاء في آية أخرى : { فَلَمَّا رَأَوْهُ عَارِضاً مُّسْتَقْبِلَ أَوْدِيَتِهِمْ قَالُواْ هَـٰذَا عَارِضٌ مُّمْطِرُنَا بَلْ هُوَ مَا ٱسْتَعْجَلْتُم بِهِ رِيحٌ فِيهَا عَذَابٌ أَلِيمٌ * تُدَمِّرُ كُلَّ شَيْءٍ بِأَمْرِ رَبِّهَا … } [ الأحقاف : 24 - 25 ] . وهذا يُسمُّونه يأس بعد إطماع ، وهو أبلغ في العذاب والإيلام ، حين تستشرف للخير فيُفاجئك الشر ، وسبق أنْ أوضحنا هذه المسألة بالسجين الذي يطلب من الحارس شَرْبة ماء ، ليروي بها عطشه ، فلو حرمه الحارس من البداية لَكانَ الأمر هيِّناً لكنه يحضر له كوب الماء ، حتى إذا جعله على فيه أراقه على الأرض ، فهذا أشد وأنكَى لأنه حرمه بعد أن أطمعه ، وهذا عذاب آخر فوق عذاب العطش . وفي لقطة أخرى بينَّ ماهية هذا المطر ، فقال : { فَلَمَّا جَآءَ أَمْرُنَا جَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهَا حِجَارَةً مِّن سِجِّيلٍ مَّنْضُودٍ * مُّسَوَّمَةً عِندَ رَبِّكَ وَمَا هِيَ مِنَ ٱلظَّالِمِينَ بِبَعِيدٍ } [ هود : 82 - 83 ] . فالحجارة من { سِجِّيلٍ … } [ هود : 82 ] أي : طين حُرِق حتى تحجَّر وهي { مُّسَوَّمَةً … } [ هود : 83 ] يعني : مُعلَّمة بأسماء أصحابها ، تنزل عليهم بانتظام ، كل حجر منها على صاحبه . وبجمع اللقطات المتفرقة تتبين معالم القصة كاملة .