Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 26, Ayat: 177-180)

Tafsir: Ḫawāṭir Muḥammad Mutawallī aš-Šaʿrawī

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

نلحظ اختلاف الأسلوب هنا ، مما يدل على دِقَّة الأداء القرآني ، فلم يقل : أخوهم شعيب ، كما قال في نوح وهود وصالح ولوط ، ذلك لأن شعيباً عليه السلام لم يكن من أصحاب الأيكة ، إنما كان غريباً عنهم . وباقي الآيات متفقة تماماً مع مَنْ سبقه من إخوانه الرسل لأن الوحدة في المنهج العقدي أنتجتْ الوحدة في علاج المنهج لذلك قرأنا هذه الآيات عند كل الرسل الذين سبق ذكرهم . ثم يأخذ في تفصيل الأمر الخاص بهم لأن كل أمة من الأمم التي جاءها رسول من عند الله إنما جاء ليعالج داءً خاصاً تفشَّى بها ، وكانت الأمم من قبل منعزلةً ، بعضها عن بعض ، ولا يوجد بينها وسائل اتصال تنقل هذه الداءات من أمة لأخرى . فهؤلاء قوم عاد ، وكان داءَهم التفاخُرُ بالبناء والتعالي على الناس ، فجاء هود - عليه السلام - ليقول لهم : { أَتَبْنُونَ بِكُلِّ رِيعٍ آيَةً تَعْبَثُونَ * وَتَتَّخِذُونَ مَصَانِعَ لَعَلَّكُمْ تَخْلُدُونَ * وَإِذَا بَطَشْتُمْ بَطَشْتُمْ جَبَّارِينَ } [ الشعراء : 128 - 130 ] . وثمود كان داءهم الغفلةُ والانصراف بالنعمة عن المُنْعم ، فجاء صالح - عليه السلام - يقول لهم : { أَتُتْرَكُونَ فِي مَا هَاهُنَآ آمِنِينَ * فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ * وَزُرُوعٍ وَنَخْلٍ طَلْعُهَا هَضِيمٌ * وَتَنْحِتُونَ مِنَ ٱلْجِبَالِ بُيُوتاً فَارِهِينَ } [ الشعراء : 146 - 149 ] . أما قوم لوط - عليه السلام - فقد تفرَّدوا بفاحشة لم يسبقهم إليها أحد من العالمين ، وهي إتيان الذكْران ، فجاء لوط - عليه السلام - ليمنعهم ويدعوهم إلى التوبة والإقلاع : { أَتَأْتُونَ ٱلذُّكْرَانَ مِنَ ٱلْعَالَمِينَ * وَتَذَرُونَ مَا خَلَقَ لَكُمْ رَبُّكُمْ مِّنْ أَزْوَاجِكُمْ بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ عَادُونَ } [ الشعراء : 165 - 166 ] . أما أصحاب الأيكة ، فكان داءهم أنْ يُطفِّفوا المكيال والميزان ، فجاء شعيب - عليه السلام - ليقول لهم : { أَوْفُواْ ٱلْكَيْلَ وَلاَ تَكُونُواْ … } .