Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 26, Ayat: 17-17)

Tafsir: Ḫawāṭir Muḥammad Mutawallī aš-Šaʿrawī

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

فالأصل في لقاء موسى بفرعون أن ينقذ بني إسرائيل من العذاب ، ثم يُبلِّغهم منهج الله ، ويأخذ بأيديهم إليه ، وجاءت دعوة فرعون للإيمان ونقاشه في ادعائه الألوهية تابعة لهذا الأصل . وفي موضع آخر : { فَأَرْسِلْ مَعَنَا بَنِيۤ إِسْرَائِيلَ وَلاَ تُعَذِّبْهُمْ قَدْ جِئْنَاكَ بِآيَةٍ مِّن رَّبِّكَ … } [ طه : 47 ] . إذن : فتلوين الأساليب في القصص القرآني يشرح لقطاتٍ مختلفة من القصة ، ويُوضِّح بعض جوانبها ، وإنْ بدا هذا تكراراً في المعنى الإجمالي ، وهذا واضح في وقوله تعالى في أول قصة موسى عليه السلام : { فَٱلْتَقَطَهُ آلُ فِرْعَوْنَ لِيَكُونَ لَهُمْ عَدُوّاً وحَزَناً … } [ القصص : 8 ] . وفي أية أخرى يقول تعالى على لسان امرأة فرعون : { قُرَّةُ عَيْنٍ لِّي وَلَكَ … } [ القصص : 9 ] وكأن الله تعالى يقول : ستأخذونه ليكون قُرَّة عين لكم ، إنما هو سيكون عدواً . والله تعالى يقول : { وَاعْلَمُواْ أَنَّ ٱللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ ٱلْمَرْءِ وَقَلْبِهِ … } [ الأنفال : 24 ] ففرعون في حين كان يقتل الأطفال من بني إسرائيل ، ويستحيي البنات ، جاءه هذا الطفل بهذه الطريقة اللافتة للنظر ، فكان عليهم أنْ يفهموا أن مَنْ أُلقِي في التابتوت وفي اليمِّ بافتعال ، هو بهدف نجاته من القتل ، فلو كان فرعون إلهاً ، فكيف مرّت عليه هذه الحيلة وجازتْ عليه ؟ وهذا يدل على أن الله تعالى إذا أراد إنفاذ أمر سلب من ذوي العقول عقولهم ، وحال بين المرء وقلبه ، ويدل على غباء قومه لأنهم لو تأملوا هذه المسألة لظهر لهم كذب فرعون في ادعائه الألوهية . فكان ردّ فرعون على موسى عليه السلام : { قَالَ أَلَمْ نُرَبِّكَ فِينَا وَلِيداً … } .