Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 26, Ayat: 16-16)
Tafsir: Ḫawāṭir Muḥammad Mutawallī aš-Šaʿrawī
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
وسبق أن قال سبحانه : { أَنِ ٱئْتِ ٱلْقَوْمَ ٱلظَّالِمِينَ * قَوْمَ فِرْعَوْنَ … } [ الشعراء : 10 - 11 ] فذكر قومَ فرعون أولاً لأنهم سبب فرعنته ، حين سمعوا كلامه وأعانوه عليه ، وهنا يُذكِّره { فَأْتِيَا فِرْعَوْنَ … } [ الشعراء : 16 ] لأنه حين يُهزَم فرعون يُهزَم قومه الذين أيَّدوه ، فالكلام هنا مع قمة الكفر مع فرعون . { فَقُولاۤ إِنَّا رَسُولُ رَبِّ ٱلْعَالَمِينَ } [ الشعراء : 16 ] إنَّا : جمع يُقَال للمثنى ، ومع ذلك جاءت رسول بصيغة الإفراد ، ولم يقُل : رسُولا لأن الرسول واسطة بين المرسَل والمرسَل إليه ، سواء أكان مفرداً أو مُثَنى أو جمعاً . وكلمة { إِنَّا … } [ الشعراء : 16 ] سيقولها موسى وهارون في نَفَس واحد ؟ لا ، إنما سيتكلم المقدَّم منهما ، وينصت الآخر ، فيكون كمنْ يُؤمِّن على كلام صاحبه . ألاَ ترى القرآن الكريم حينما عرض قضية موسى وقومه يوضح أن فرعون علا في الأرض واستكبر … الخ . حتى دعا عليهم : { رَبَّنَا ٱطْمِسْ عَلَىٰ أَمْوَالِهِمْ وَٱشْدُدْ عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ فَلاَ يُؤْمِنُواْ حَتَّىٰ يَرَوُاْ ٱلْعَذَابَ ٱلأَلِيمَ } [ يونس : 88 ] . هذا كلام موسى - عليه السلام - فردّ الله عليه : { قَدْ أُجِيبَتْ دَّعْوَتُكُمَا … } [ يونس : 89 ] بالمثنى مع أن المتكلم واحد . قالوا : لأن موسى كان يدعو ، وهارون يُؤمِّن على دعائه ، والمؤمِّن أحد الداعيين ، وشريك في الدعوة . فما مطلوبك يا رسول رب العالمين ؟ { أَنْ أَرْسِلْ مَعَنَا … } .