Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 26, Ayat: 190-190)

Tafsir: Ḫawāṭir Muḥammad Mutawallī aš-Šaʿrawī

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله سبحانه : { إِنَّ فِي ذَلِكَ … } [ الشعراء : 190 ] أي : فما حدثتكم به { لآيَةً … } [ الشعراء : 190 ] يعني : عبرة ، وسُمِّيَتْ كذلك لأنها تعبر بصاحبها من حال إلى حال ، فإنْ كان مُكذباً آمن وصدق ، وإن كان معانداً لاَنَ للحق وأطاع . وما قصصتُه عليكم من مواكب الرسل وأقوامهم ، وهذا الموكب يضم سبعة من رسل الله مع أممهم : موسى ، وإبراهيم ، ونوح ، وهود ، وصالح ، ولوط ، وشعيب عليهم جميعاً وعلى نبينا السلام ، وقد مضى هذا الموكب على سنة لله ثابتة لا تتخلف ، هي : أن ينصر الله - عز وجل - رسله والمؤمنين معهم ، ويخذل الكافرين المكذِّبين . فلتأخذوا يا آل محمد من هذا الموكب عبرة { إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً … } [ الشعراء : 190 ] يعني عبرةً لكم ، وسُمِّيتْ عبرة لأنها تعبر بصاحبها من حال إلى حال ، فإن كان مُكذِّباً آمن وصدَّق ، وإنْ كان معانداً لاَنَ للحق وأطاع ، وقد رأيتم أننا لم نُسْلِم رسولاً من رسلنا للمكذبين به ، وكانت سنتنا من الرسل أن ننصرهم . { وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا ٱلْمُرْسَلِينَ * إِنَّهُمْ لَهُمُ ٱلْمَنصُورُونَ } [ الصافات : 171 - 172 ] . وقال : { وَإِنَّ جُندَنَا لَهُمُ ٱلْغَالِبُونَ } [ الصافات : 173 ] . ومن العبرة نقول : عبر الطريق يعني : انتقل من جانب إلى جانب ، والعبرة هنا أن ننتقل من التكذيب واللدَد والجحود والكبرياء إلى الإيمان والتصديق والطاعة ، حتى العَبرة الدَّمْعة مأخوذة من هذا المعنى . وفي قوله تعالى : { وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُم مُّؤْمِنِينَ } [ الشعراء : 190 ] حماية واحتراس حتى لا نهضم حق القِلَّة التي آمنت . ثم يقول الحق سبحانه : { وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ … } .