Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 26, Ayat: 44-44)

Tafsir: Ḫawāṭir Muḥammad Mutawallī aš-Šaʿrawī

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

فكانت العصىّ والحبال هي آلات سحرهم { وَقَالُواْ بِعِزَّةِ فِرْعَونَ إِنَّا لَنَحْنُ ٱلْغَالِبُونَ } [ الشعراء : 44 ] بعزة فرعون : هذا قسمهم ، وما أخيبه من قسم لأن فرعون لا يُغلَب ولا يُقهر في نظرهم ، وسبق أن أوضحنا أن العزة تعني عدم القهر وعدم الغلبة ، لكن عزة فرعون عزة كاذبة وأنفة وكبرياء بلا رصيد من حق ، وعزة بالإثم كالتي قال الله عنها : { وَإِذَا قِيلَ لَهُ ٱتَّقِ ٱللَّهَ أَخَذَتْهُ ٱلْعِزَّةُ بِٱلإِثْمِ … } [ البقرة : 206 ] . وقال تعالى : { صۤ وَٱلْقُرْآنِ ذِي ٱلذِّكْرِ * بَلِ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ فِي عِزَّةٍ وَشِقَاقٍ } [ ص : 1 - 2 ] أي : عزة بإثم ، وعزة بباطل . ومنه أيضاً قوله تعالى عن المنافقين : { لَئِن رَّجَعْنَآ إِلَى ٱلْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ ٱلأَعَزُّ مِنْهَا ٱلأَذَلَّ … } [ المنافقون : 8 ] فصدّق القرآن على قولهم بأن الأعزَّ سيُخرج الأذلّ ، لكن { وَلِلَّهِ ٱلْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ … } [ المنافقون : 8 ] . وما دام الأمر كذلك فأنتم الأذّلة ، وأنتم الخارجون ، وقد كان . ويقال : إن أدوات سحرهم وهي العِصيّ والحبال كانت مُجوفة وقد ملئوها بالزئبق ، فلما ألقوها في ضوء الشمس وحرارتها أخذتْ تتلاعب ، كأنها تتحرك ، وهذا من حيل السَّحَرة وألاعيبهم التي تُخيِّل للأعين وهي غير حقيقية ، فحقيقة الشيء ثابتة ، أمّا المسحور فيخيل إليه أنها تتحرك . ثم يقول الحق سبحانه : { فَأَلْقَىٰ مُوسَىٰ عَصَاهُ … } .