Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 26, Ayat: 6-6)
Tafsir: Ḫawāṭir Muḥammad Mutawallī aš-Šaʿrawī
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
أي : كلما جاءهم ذِكْر من الرحمن ، وآية من آياته أصرُّوا على تكذيبها { فَسَيَأْتِيهِمْ أَنبَاءُ مَا كَانُواْ بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ } [ الشعراء : 6 ] . كما جاء في آيات أخرى : { وَسَيَعْلَمْ ٱلَّذِينَ ظَلَمُوۤاْ أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ } [ الشعراء : 227 ] . وقال : { وَلَتَعْلَمُنَّ نَبَأَهُ بَعْدَ حِينِ } [ ص : 88 ] . يعني : غداً تعلمون عاقبة تكذيبكم ، فآيات الله تسير أمامكم ، فكلُّ يوم يزداد المؤمنون بمحمد ، ويتناقص عدد الكافرين ، كل يوم تزداد أرض الإيمان ، وتتراجع أرض الكفر . ألم يقُل الحق سبحانه وتعالى لهم : { أَفَلاَ يَرَوْنَ أَنَّا نَأْتِي ٱلأَرْضَ نَنقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَآ … } [ الأنبياء : 44 ] . فهذه - إذن - مقدمات تروْنها بأعينكم ، وكان ينبغي عليكم أن تأخذوا منها عبرةً وعظة ، فبوادر نجاح الدعوة وظهور الدين واضحة ، هذا معنى : { فَسَيَأْتِيهِمْ أَنبَاءُ مَا كَانُواْ بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ } [ الشعراء : 6 ] . فليتهم اقتصروا على التكذيب والإصرار عليه ، إنما تعدّى الأمر منهم إلى الاستهزاء بالرسل وبكلام الله ، ألم يقولوا على سبيل الاستهزاء : { أَهَـٰذَا ٱلَّذِي بَعَثَ ٱللَّهُ رَسُولاً } [ الفرقان : 41 ] . ثم يقول الحق سبحانه : { أَوَلَمْ يَرَوْاْ إِلَى ٱلأَرْضِ … } .