Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 26, Ayat: 91-91)

Tafsir: Ḫawāṭir Muḥammad Mutawallī aš-Šaʿrawī

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

وهذه لمن أتى الله بقلب غير سليم ، قلب خالطه شرك أو نفاق أو رياء ، وفي آية أخرى يقول تعالى : { وَإِن مِّنكُمْ إِلاَّ وَارِدُهَا … } [ مريم : 71 ] . والورود لا يعني دخول النار ، إنما رؤيتها والمرور بها لأن الصراط مضروب على مَتْن جهنم ، فالورود شيء والدخول شيء آخر ، ومن ذلك قوله تعالى في قصة موسى عليه السلام : { وَلَمَّا وَرَدَ مَآءَ مَدْيَنَ وَجَدَ عَلَيْهِ أُمَّةً مِّنَ ٱلنَّاسِ يَسْقُونَ } [ القصص : 23 ] مع أن موسى - عليه السلام - ورد الماء يعني : مكان الماء ، ولم يشرب منه . والحكمة من ورود النار بهذا المعنى أنْ يعرف المؤمن فَضْل الإيمان عليه ، وأنه سبب نجاته من هذه النار التي يراها ، وهذه أعظم نعمة عليه لذلك يقول سبحانه : { فَمَن زُحْزِحَ عَنِ ٱلنَّارِ وَأُدْخِلَ ٱلْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ … } [ آل عمران : 185 ] . ومعنى { لِلْغَاوِينَ } [ الشعراء : 91 ] جمع غَاوٍ ، وهو إما أنْ يكون غاوياً في نفسه ، أو أغوى غيره ، فتطلق على الغاوي ، وعلى الذي يُغوِي غيره .