Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 27, Ayat: 39-39)
Tafsir: Ḫawāṭir Muḥammad Mutawallī aš-Šaʿrawī
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
والجن في القدرة والمهارة مثل الإنس ، منهم القوى الماهر ، ومنهم العَييّ الذي لا يجيد شيئاً . نقول لبخة وكلمة عفريت من تعفير التراب ، وكانوا حينما يتسابقون في العَدُو بالخيل أو غيرها ، فمَنْ يسبق منهم يُثير الغبار في وجه الآخر فيُعطلّه عن السَّبْق . فقالوا : عفريت يعني عفَّر من وراءه . أو : المعنى أنه يُعفِّر وجه مَنْ عارضه بالتراب فسُمِّي عفريتاً . إذن : فالعفريت هو الخبيث الماكر من الجنّ ، وصاحب القوة الخارقة فيهم ، وهو الذي تعرَّض لهذه المهمة ، وقال { أَنَاْ آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَن تَقُومَ مِن مَّقَامِكَ … } [ النمل : 39 ] . وهذا كلام مُجْمل لأن مقام سليمان بين رعيته للحكم أو للمدارسة سوف يستغرق وقتاً : ساعة أو ساعتين مثلاً ، وقد تعهَّد العفريت أنْ يأتي بالعرش في هذا الوقت يعني : لن يُؤخِّره إلى جلسة أخرى . وقوله : { وَإِنِّي عَلَيْهِ لَقَوِيٌّ أَمِينٌ } [ النمل : 39 ] يدل على أن هذا العفريت يعلم فخامة هذا العرش وضخامته ، وأنه شيء نفيس يستحق الاعتناء به ، خاصة في عملية نقله لذلك قال من ناحية كبره وضخامته " فأنا عليه قوي " قادر على حَمْله ، ومن ناحية نفاسته وفخامته ، فأنا عليه أمين لن أُبدِّد منه شيئاً . ثم تكلَّم آخر لم يُحدِّده القرآن إلا بالوصف : { قَالَ ٱلَّذِي عِندَهُ عِلْمٌ … } .