Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 27, Ayat: 76-76)

Tafsir: Ḫawāṭir Muḥammad Mutawallī aš-Šaʿrawī

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

فَرْق بين أن تخاطب خاليَ الذهن ، وأنْ تخاطب مَنْ لديه فكرة مُسْبقة ، فخالي الذهن يقبل منك ، أما صاحب الفكرة المسْبقة فيعارضك ، كذلك جاء من الكفار ومن أهل الكتاب من يعارض كتاب الله وينكر ما جاء به ، ومع أنهم أعداء الإسلام وكارهون له لكْن إنْ سألتَهم عما أخبر به القرآن يقولون : نعم نعرف هذا من كتبنا { فَلَمَّا جَآءَهُمْ مَّا عَرَفُواْ كَفَرُواْ بِهِ فَلَعْنَةُ ٱللَّهِ عَلَى ٱلْكَافِرِينَ } [ البقرة : 89 ] . لذلك سيدنا عبد الله بن سلام عندما نظر إلى رسول الله علم أنه الرسول الحق ، فمالتْ نفسه إلى الإسلام وقال : والله إنِّي لأعرف محمداً كمعرفتي بابني ، ومعرفتي بمحمد أشد ، وصدق الله حين قال عنهم : { يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمْ … } [ البقرة : 146 ] . علم عبد الله أن الإسلام هو الطريق الذي يُوصِّله إلى الله والذي ينبغي لكل عاقل أنْ يتبعه ، فلما أراد أنْ يُسلم أحب أنْ يكسب الجولة بإعلان إسلامه وفضيحة المنافقين والكفار وأهل الكتاب ، فقال : يا رسول الله لقد استشرفَتْ نفسي للإسلام ، وأخاف إنْ أسلمتُ أن يذمَّني اليهود ويفعلوا بي كذا وكذا ، فاسألهم عنِّي قبل أنْ أُسلِم ، فسألهم رسول الله فقالوا : هو حَبْرنا وابن حَبْرنا … وكالوا له الثناء والمديح ، عندها قال عبد الله : أَما وقد قلتم ما قلتم ، فاشهد ألا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله ، فقالوا : بل هو شرُّنا وابن شرِّنا . وكالوا له عبارات السب والشتم . ثم يصف الحق سبحانه القرآن فيقول : { وَإِنَّهُ لَهُدًى وَرَحْمَةٌ … } .