Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 28, Ayat: 12-12)
Tafsir: Ḫawāṭir Muḥammad Mutawallī aš-Šaʿrawī
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
التحريم هنا لا يعني التحريم بالنسبة للمكلَّف : هذا حلال وهذا حرام ، إنما { وَحَرَّمْنَا عَلَيْهِ ٱلْمَرَاضِعَ … } [ القصص : 12 ] يعني : منعناه أنْ يرضع من المرضعات اللائي يأتونَ بهن لتتقلب عليه المراضع واحدة بعد الأخرى ، إلى أن تأتيه أمه . و { ٱلْمَرَاضِعَ … } [ القصص : 12 ] جمع مُرضِع ، ونقول أيضاً : مرضعة ، ولكل من اللفظين مدلول ، على خلاف ما يظنه البعض أنهما بمعنى واحد . واقرأ أول سورة الحج : { يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّآ أَرْضَعَتْ … } [ الحج : 2 ] . المرضِع : التي من شأنها أنْ تُرضع ، وصالحة لهذه العملية ، لكن المرضعة التي تُرضع الآن فعلاً ، وعلى حِجْرها طفل يلتقم ثديها ، وفي موقف القيامة ستذهل هذه عن طفلها من هَوْل ما ترى ، إذن : فالتي تذهل هي المرضعة لا المرضع . والضمير في { فَقَالَتْ هَلْ أَدُلُّكُمْ … } [ القصص : 12 ] يعود على أخت موسى لأنها ما زالت في مهمة تتبُّع الولد ، وقد سمعها هامان تقول { هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَىٰ أَهْلِ بَيْتٍ يَكْفُلُونَهُ لَكُمْ وَهُمْ لَهُ نَاصِحُونَ } [ القصص : 12 ] فقال لها : لا بدَّ أنك من أهل هذا الولد ؟ وتعرفين قصَّته ، فقالت : بل ناصحون للملك مخلصون له . وفعلاً وافقوها على ما نصحتْ به لأنهم معذورون ، فالولد يأبى الرضاعة من الأخريات . ثم يقول الحق سبحانه : { فَرَدَدْنَاهُ إِلَىٰ أُمِّهِ … } .