Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 28, Ayat: 3-3)
Tafsir: Ḫawāṭir Muḥammad Mutawallī aš-Šaʿrawī
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
أي : نقص عليك { مِن نَّبَإِ مُوسَىٰ وَفِرْعَوْنَ … } [ القصص : 3 ] والنبأ : الخبر الهام الذي يجب الالتفات إليه ، وهل هناك أهم من إرسال موسى - عليه السلام - إلى مَن ادعى الألوهية ؟ لذلك أفرد لهما هذه السورة ، فلم يَرِدْ فيها ذِكْر آخر إلا لقارون لأنها تعالج مسألة القمة ، مسألة التوحيد ، وتردّ علىَ مَنِ ادّعى الألوهية ، ونازع الله تعالى في صفاته . وقوله { بِٱلْحَقِّ … } [ القصص : 3 ] لأن تلاوته وقصصه حق ، كما في قوله تعالى : { إِنَّ هَـٰذَا لَهُوَ ٱلْقَصَصُ ٱلْحَقُّ … } [ آل عمران : 62 ] . والقصص مأخوذ من قصِّ الأثر وتتبّعه ، وقد اشتُهِر به بعض العرب قديماً ، ومهروا فيه حتى إنهم ليعرفون أثر الرجل من أثر المرأة … إلخ ، وقد اشتُهِرت عندهم قصة الرجل الذي فقد جمله ، وقابل أحد القصاصين ، وسأله عنه فقال : جملك أبتر الذَّنَب ؟ قال : نعم ، قال : أعور ؟ قال : نعم ، قال : أعرج ؟ عندها لم يشكّ صاحب الجمل أن هذا الرجل هو الذي أخذ جمله ، فأمسك به وقاضاه . وفي مجلس القضاء ، قال الرجل : والله ما أخذتُ جملك ، لكني رأيتُ الجمل يبعثر بَعْره خلفه ، أما هذا فيضع بَعْره مرة واحدة ، فعرفتُ أنه مقطوع الذنب ، ورأيت أحد أخفافه لا يؤثر في الرمل فعرفتُ أنه أعرج ، ورأيته يأكل من ناحية ويترك الأخرى فعرفتُ أنه أعور . والحق - تبارك وتعالى - حين يقصُّ علينا يقصُّ الواقع ، فقَصص القرآن لا يعرف الخيال كقصص البشر لذلك يسميه القصص الحق ، وأحسن القصص ، لأنه يروي الواقع طِبْق الأصل .