Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 29, Ayat: 31-31)
Tafsir: Ḫawāṭir Muḥammad Mutawallī aš-Šaʿrawī
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
جاء هنا إبراهيم - عليه السلام - في سياق قصة لوط ، كما جاء لوط في سياق قصة إبراهيم . ومعنى { رُسُلُنَآ … } [ العنكبوت : 31 ] أي : من الملائكة لأن الله تعالى قال : { ٱللَّهُ يَصْطَفِي مِنَ ٱلْمَلاَئِكَةِ رُسُلاً وَمِنَ ٱلنَّاسِ … } [ الحج : 75 ] . وقد جاءت الملائكة لإبراهيم بالبشرى ، ولم يذكر مضمون البُشْرى هنا ، وهو البشارة بإسحاق ويعقوب وذرية صالحة منهما ، وجاءته بإنذار بأن الله سيُهلك أهل هذه القرية ، وبالبشرى والإنذار يحدث التوازن لأننا نُبشِّر إبراهيم بذرية صالحة مُصْلحة في الكون ، ونهلك أهل القرية الذين انحرفوا عن منهج الله . وتلحظ في الآية أنها لم تذكر العلة في البُشْرى فلم تقل لأنه كان مؤمناً ومجاهداً وعادلاً ، إنما ذكرت العلة في إهلاك أهل القرية { إِنَّ أَهْلَهَا كَانُواْ ظَالِمِينَ } [ العنكبوت : 31 ] لماذا ؟ لأن المتفضّل لا يمنُّ بفضله على أنه عمل بمقابل ، لكن المعذب يبين سبب العذاب . فماذا كان الانفعال الأوليّ عند إبراهيم - عليه السلام - ساعةَ سمع البُشْرى والإنذار ؟ لم يسأل عن البشرى ، مع أنه كان متلهفاً عليها ، إنما شغلته مسألة إهلاك القرية ، وفيها ابن أخيه لوط . لذلك قال : { قَالَ إِنَّ فِيهَا لُوطاً قَالُواْ … } .