Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 29, Ayat: 32-32)

Tafsir: Ḫawāṭir Muḥammad Mutawallī aš-Šaʿrawī

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

فلم يستشرف إبراهيم للبشرى ، واهتم بمسألة إهلاك قرية قوم لوط لأن فيها لوطاً مما يدلُّ على أن الإنسان لا يشغله الخير لنفسه عن الشر لغيره ، وهنا ردَّ الملائكة { نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَن فِيهَا … } [ العنكبوت : 32 ] فهذه مسألة لا تخفى علينا . ثم يُطمئنونه على ابن أخيه { لَنُنَجِّيَنَّهُ وَأَهْلَهُ … } [ العنكبوت : 32 ] وأهله : تشمل كل الأهل لذلك استثنوا منهم { إِلاَّ ٱمْرَأَتَهُ كَانَتْ مِنَ ٱلْغَابِرِينَ } [ العنكبوت : 32 ] . والغابرون : جمع غابر ، ولها استعمالان في اللغة : نقول : الزمان الغابر أي الماضي ، وغابر بمعنى باقٍ أيضاً ، فهي إذن تحمل المعنى وضده ذلك لأنهم جاءوا لإهلاك هذه القرية ، وامرأة لوط باقية لتهلك معهم ، وتذهب مع مَنْ سيذهبون بالإهلاك ، فهي إذن باقية في العذاب . فجاءت الكلمة { مِنَ ٱلْغَابِرِينَ } [ العنكبوت : 32 ] لتؤدي هذين المعنيين . ثم يقول الحق سبحانه : { وَلَمَّآ أَن جَآءَتْ رُسُلُنَا لُوطاً … } .