Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 29, Ayat: 33-33)

Tafsir: Ḫawāṭir Muḥammad Mutawallī aš-Šaʿrawī

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

شهد إبراهيم هذا الموقف مع لوط ، وعلم سبب حضورهم إليه ، لكن لماذا سيء بهم ، مع أنهم رسل الله ملائكة جاءوه على أحسن صورة ؟ قالوا : لأن الملَك يأتي على أجمل صورة ، حتى إذا أردنا أن نمدح شخصاً بالجمال نقول : مثل الملاك ، ومن ذلك قول النسوة لامرأة العزيز عن يوسف عليه السلام : { مَا هَـٰذَا بَشَراً إِنْ هَـٰذَآ إِلاَّ مَلَكٌ كَرِيمٌ } [ يوسف : 31 ] . فلما رآهم لوط على هذه الصورة خاف عليهم ، بدل أنْ يفرح بمرآهم الجميل لأن قومه قوم سوء وأهل رذيلة ، ولا بُدَّ أنْ ينالوا ضيوفه بسوء لذلك { سِيءَ بِهِمْ … } [ العنكبوت : 33 ] أي : أصابه السوء بسببهم { وَضَاقَ بِهِمْ ذَرْعاً … } [ العنكبوت : 33 ] الذرع هو طول الذراعين ، فنقول : فلان باعُه طويل . يعني : يتناول الأشياء بسهولة لأن يده طويلة ، فالمعنى : ضاق بهم ذَرْعاً . يعني : لم يتسع جهده لحمايتهم من القوم . ونلحظ هنا اختلاف السياق بين الآيتين : { وَلَمَّا جَآءَتْ رُسُلُنَآ إِبْرَاهِيمَ … } [ العنكبوت : 31 ] أما في لوط فقال : { وَلَمَّآ أَن جَآءَتْ رُسُلُنَا لُوطاً … } [ العنكبوت : 33 ] لأنهم تأخروا بعض الشيء عند إبراهيم عليه السلام . فلما أن أصابه السوء بمرآهم ، بدل أنْ يسعد بهم ، وخاف عليهم طمأنوه { وَقَالُواْ لاَ تَخَفْ وَلاَ تَحْزَنْ إِنَّا مُنَجُّوكَ وَأَهْلَكَ إِلاَّ ٱمْرَأَتَكَ كَانَتْ مِنَ ٱلْغَابِرينَ } [ العنكبوت : 33 ] لا تخَفْ علينا من هؤلاء الأراذل ، فلسنا بشراً ، إنما نحن ملائكة ما جئْنا إلا لنريحك منهم ، ونقطع جذور هذه الفِعْلة الخبيثة ، وسوف ننجيك وأهلك من العذاب النازل بهم . ثم يستثنون من أهله { إِلاَّ ٱمْرَأَتَكَ … } [ العنكبوت : 33 ] فكثيراً ما ضايقته ، وأفشتْ أسراره ، ودلَّتْ القوم على ضيوفه { كَانَتْ مِنَ ٱلْغَابِرينَ } [ العنكبوت : 33 ] الباقين في العذاب . لكن ، ما الطريقة التي ستقضون بها على هؤلاء القوم ؟ { إِنَّا مُنزِلُونَ عَلَىٰ أَهْلِ هَـٰذِهِ ٱلْقَرْيَةِ رِجْزاً … } .