Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 29, Ayat: 55-55)

Tafsir: Ḫawāṭir Muḥammad Mutawallī aš-Šaʿrawī

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

وفي موضع آخر يقول سبحانه : { لَهُمْ مِّن فَوْقِهِمْ ظُلَلٌ مِّنَ ٱلنَّارِ وَمِن تَحْتِهِمْ ظُلَلٌ } [ الزمر : 16 ] . وهاتان الجهتان لا تأتي منهما النار في الدنيا لأن النار بطبيعتها تصعد إلى أعلى ، وإنْ كانت تحت القدم تنطفىء . إذن : هذا ترقٍّ في العذاب ، حيث لا يقتصر على الإحاطة من جميع جهاته ، إنما يأتيهم أيضاً من فوقهم ومن تحتهم . لكن قد يتجلَّد المعذَّب للعذاب ، ويتماسك حتى لا تشمت فيه ، وهذا يأتيه عذاب من نوع آخر ، عذاب يُهينه ويُذلُّه ، ويُقال له : { ذُقْ إِنَّكَ أَنتَ ٱلْعَزِيزُ ٱلْكَرِيمُ } [ الدخان : 49 ] لذلك وصف العذاب ، بأنه : مهين ، وأليم ، وعظيم ، وشديد . وقوله تعالى { وَيِقُولُ ذُوقُواْ مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ } [ العنكبوت : 55 ] لم يقل : ذوقوا النار ، إنما ذوقوا ما عملتم ، كأن العمل نفسه سيكون هو النار التي تحرقهم . ثم يقول الحق سبحانه : { يٰعِبَادِيَ ٱلَّذِينَ … } .