Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 3, Ayat: 158-158)
Tafsir: Ḫawāṭir Muḥammad Mutawallī aš-Šaʿrawī
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
ولنا أن نلحظ أن قول الحق في الآية الأولى جاء بتقديم القتل على الموت قال تعالى : { وَلَئِنْ قُتِلْتُمْ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ أَوْ مُتُّمْ } [ آل عمران : 157 ] وجاء في هذه الآية بتقديم الموت على القتل قال - جل شأنه - : { وَلَئِنْ مُّتُّمْ أَوْ قُتِلْتُمْ } [ آل عمران : 158 ] فقدم القتل على الموت في الآية الأولى لأنها جاءت في المقاتلين ، والغالب في شأنهم أن من يلقى الله منهم ويفضي إلى ربه يكون بسبب القتل أكثر مما يكون بسبب الموت حتف أنفه ، أما هذه الآية فقد جاءت لبيان أن مصير جميع العباد ومرجعهم يوم القيامة يكون إلى الله - تعالى - وأن أكثرهم تزهق نفسه وتخرج روحه من بدنه بسبب الموت ، فلذا قدم الموت هنا على القتل . إذن فكل كلمة وجملة جاءت مناسبة لموقعها . إنه قول الحكيم الخبير . وبعد ذلك يقول الحق سبحانه وتعالى : { فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ ٱللَّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظّاً غَلِيظَ ٱلْقَلْبِ لاَنْفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ فَٱعْفُ عَنْهُمْ وَٱسْتَغْفِرْ لَهُمْ … } .