Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 3, Ayat: 166-166)

Tafsir: Ḫawāṭir Muḥammad Mutawallī aš-Šaʿrawī

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

أي أنه سبحانه قد جمع المؤمنين وجمع الكافرين في أحُد بإذن منه وبعلمه والنتيجة معروفة عنده ، وأنه سيحدث منكم كذا وكذا ، إذن فهذا أمرٌ معلوم ، أو " بإذن الله " أي في السنن التي لا تتخلف ، فالمسألة لم تأت بغير علم الله ، لا . لقد جاءت بإذن الله ولا تتخلف - تطبيقاً - عن أَحَدٍ من خلقه أبداً مهما كانت منزلته . { وَمَآ أَصَابَكُمْ يَوْمَ ٱلْتَقَى ٱلْجَمْعَانِ فَبِإِذْنِ ٱللَّهِ وَلِيَعْلَمَ ٱلْمُؤْمِنِينَ } [ آل عمران : 166 ] ساعة ترى أمراً أجراه الله ليعلم الذين نافقوا ، وليعلم المؤمنين ، نعرف أن الله عالم بهم قبل أن تقع الأحداث ، ولكن علمه لا يكون حجة على الغير إلا إن حدث منه بالفعل لجواز أن يقول : يارب أنت حاسبتني بعلمك أن هذا سيحدث ، لكن ما كنت لأفعله . فيوضح الحق : لا . أنت قد علمته لأنك فعلته وصار واقعاً منك وتقوم به الحجة عليك . وأضرب هذا المثل - ولله المثل الأعلى - أنت كمعلم تقول لواحد من الطلبة : أنت راسب ، فيقول لك : لا ، لابد أن تمتحنني . تقول له : أنا أعرف أنك راسب . فيقول لك : أنا لا آخذ بعلمك بل لابد أن تمتحنني . تقول له : تعال أمتحنك . وتعطيه بعض الأسئلة فيرسب . وهنا يصير علمه برسوبه أمراً واقعاً ، وهو كان يعلمه بسبق علم ، لكنه الآن لا يقدر أن يجادل لأنه صار واقعاً محسوساً . ويقول الحق : { وَلِيَعْلَمَ ٱلْمُؤْمِنِينَ } [ آل عمران : 166 ] ومنهم الثابت الإيمان الذي لا يتزعزع ويعلم أنه إذا أصابته مصيبة بما قدم لنفسه ، هذه المصيبة تزيده إيماناً بإلهه . ويقول الحق من بعد ذلك : { وَلِيَعْلَمَ ٱلَّذِينَ نَافَقُواْ وَقِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْاْ قَاتِلُواْ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ أَوِ ٱدْفَعُواْ قَالُواْ لَوْ نَعْلَمُ قِتَالاً لاَّتَّبَعْنَاكُمْ هُمْ لِلْكُفْرِ يَوْمَئِذٍ أَقْرَبُ مِنْهُمْ لِلإِيمَانِ … } .