Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 3, Ayat: 188-188)
Tafsir: Ḫawāṭir Muḥammad Mutawallī aš-Šaʿrawī
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
والحسبان للأمر أن يظنه السامع دون حقيقته ، والأمور التي يظنها السامع تسير أولاً على ضوء الشيء الواضح دون التدبر لما وراء واجهات الأشياء ، فالذين يفرحون بنا أتوا نوعان : نوع يفرح بما أتاه مناهضاً لدعوة الحق كالمنافقين الذين فرحوا بأنهم غشوا المؤمنين ، وتظاهروا بالإيمان فعاملهم المؤمنون بحق الأخوة الإيمانية ، حدث هذا قبل أن يكشف الحق هؤلاء المنافقين للرسول صلى الله عليه وسلم وللمؤمنين من بعد ذلك . ونوع آخر يفرح لما آتاه وجاء به مناصراً لدعوة الحق فالفرح الأول - وهو فرح المنافقين - ممنوع ، والفرح الثاني مشروع . ولذلك يقول الحق : { قُلْ بِفَضْلِ ٱللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُواْ … } [ يونس : 58 ] . إذن فلم ينه الله عن مطلق الفرح ولكن ليفرحوا بفضل الله . إنه سبحانه قد نهى عن نوع من الفرح في مسألة قارون : { إِذْ قَالَ لَهُ قَوْمُهُ لاَ تَفْرَحْ إِنَّ ٱللَّهَ لاَ يُحِبُّ ٱلْفَرِحِينَ } [ القصص : 76 ] . وهكذا نجد آيات تنهى عن الفرح وآيات تثبت للمؤمنين الفرح ، وتأمرهم به . إذن فالفرح في ذاته ليس ممقوتاً ، ولكن الممقوت بعض دواعي ذلك الفرح ، فدواعيه عند المؤمن أن يفرح بنصر الله ، وأن يفرح بإعلاء كلمة الحق ، وهذه دواع مشروعة . ودواعيه الممنوعة أن يفرح بأن يقف أمام مبدأ من مبادئ الله ليدحض ذلك المبدأ وهذا ما يفرح به الكافر ولكن الفرح الحقيقي هو الفرح الذي لا يعقبه ندم ، ففرح المؤمن موصول إلى أن تقوم الساعة ، وموصول بعد أن تقوم الساعة . ولكن فرح الكافر والمنافق وأهل الكتاب الذين يصورون الله على غير حقيقته فرح موقوت وممقوت ، إذن فذلك لا يعتبر فرحاً لأن الندم بعد الفرح يعطى عاقبة شر لأن النادم يتحسر دائماً على فعله فهو في غم وحزن . فالحق سبحانه وتعالى يريد أن يعطي للمؤمن مناعة ، إنكم أيها المؤمنون تواجهون معسكرات تعاديكم . هذه المعسكرات ستفرح بما أتته ضدكم فيجب ألا يفتّ ذلك في عضدكم ، ولا تحسبنهم إن فعلوا ذلك بمنجاة من العذاب ، وما دام فرحهم سيؤدي بهم إلى العذاب فهو فرح أحمق . وماذا صنع الذين جاء فيهم القول : { لاَ تَحْسَبَنَّ ٱلَّذِينَ يَفْرَحُونَ بِمَآ أَتَوْاْ } [ آل عمران : 188 ] يحتمل أن يكون المراد هم أهل الكتاب الذين كتموا نعت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، لأن الآية السابقة تقول : { وَإِذْ أَخَذَ ٱللَّهُ مِيثَاقَ ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلاَ تَكْتُمُونَهُ فَنَبَذُوهُ وَرَآءَ ظُهُورِهِمْ } [ آل عمران : 187 ] ماذا فعل هؤلاء إذن ؟ لقد كتموا أوصاف رسول الله ونعته الموجود في كتبهم وفرحوا بما كتموا ، وبعد ذلك أحبوا أن يحمدوا بما فعلوا من الذين على طريقتهم في الكفر والضلال . إن الإنسان قد يأتي الذنب ولكنّه يندم بعد أن يفعله ، ولكنه حين يسترسل فيفرح بما فعل فذلك ذنب آخر ، وهكذا صار إتيان العمل ذنباً ، والفرح به ذنباً آخر لأنه لو ندم على ما فعله لكان الندم دليلاً على التوبة ، أما أن يأتي العمل وبعد ذلك يفرح به ثم يأتي بعد ذلك الأشد فيجب أن يُحمد بما لم يفعل ، فذلك من تمام الحمق ، إنه جرم وذنب مركب من فعل آثم ، ففرح به ، فحب لحمد على شيء لم يفعله . أكان يجب أن يُحمد بما فعل أو بما لم يفعل ؟ بما لم يفعل لأنه خلع على أمره غير الحق ، وإذا قال قائل : إنها نزلت في المنافقين الذين تخلفوا عن رسول الله فالقول محتمل لأن هؤلاء تخلفوا عن الحرب مع رسول الله وفرحوا بأن متاعب السفر ومتاعب الجهاد لم تنلهم ، وبعد ذلك اعتذروا لرسول الله صلى الله عليه وسلم اعتذارات كاذبة ولو ندموا لكان خيراً لهم ، ولم يتضح للمسلمين كذبهم فحمدوا لهم ذلك الاعتذار ، إنهم قد أتوا الذنب ، وفرحوا بأنهم أتوه ، ونجوا من مغارم الحرب ، وبعد ذلك فرحوا أيضاً بأنهم أحبوا أن يحمدوا بما لم يفعلو ، لأن اعتذارهم كان نفاقاً ، سواء كان هذا أو ذاك فالآية على إطلاقها : للذين يفرحون بما أتوا من مناهضة الحق وذلك فعل ، والفرح به ذنب آخر ، والرغبة في الحمد عليه شيء ثالث ، إذن فالذنب مركب ، فهم يسترون الأمر ويبينون نقيضه كي نحمدهم ونشكرهم ، والحق سبحانه وتعالى يعطي لهذا دستوراً إيمانياً لمطلق الحياة . { وَّيُحِبُّونَ أَن يُحْمَدُواْ بِمَا لَمْ يَفْعَلُواْ } [ آل عمران : 188 ] وهل المنعي عليهم أنهم يحبون أن يحمدوا ؟ أو المنعي عليهم والمأخوذون به أنهم يحبون أن يحمدوا بما لم يفعلوا ؟ إن المنعي عليهم انهم يحبون أن يحمدوا بما لم يفعلوا لأن الإنسان إن أحب أن يُمدح بما فعل فلا مانع ، والقرآن حين يعالج نفساً بشرية خلقها الله بملكات ، فهو يعلم مطلوبات الملكات ، بعض الملكات قد تحتاج إلى شيء فلا يتجاوز الله هذا الشيء ، إنّ الإنسان مطبوع على حب الثناء من الغير ، لأن حب الثناء يثبت له وجوداً ثانياً ، ووجودك الثاني هو أن تعبر عن نفسك بعملك الذي يكون مبعث الثناء عليك ، والناس لا تثني على وجودك ، لكنها تثني على فعلك . وما دام الإنسان يحب الثناء فسيغريه ذلك بأن يعمل ما يُثني به عليه ، وما دام يُغرى بما يُثني عليه فسيعمل بإتقان أكثر ، وساعة يعمل فإن المحيط به ينتفع من عمله ، والله يريد إشاعة النفع فلا يمنع سبحانه حب الثناء كي يزيد في الطاقة الفاعلة للأشياء لأنه لو حرّم ذلك الثناء فلن يعمل إلا من كانت ملكاته سوية ، وسيفقد المجتمع طاقات من كانت ملكاته قليلة ، فصاحب الملكات القليلة يريد أن يُمدح ، فلا مانع من مدحه ليزيد من العمل ، ويُمدح مرة ثانية ، وتستفيد الناس ، والذي ينتظر الثناء من الناس تنزل منزلته ومرتبته عن مرتبة من انتظر التقدير من الله ، فهو الذي جنى على نفسه في ذلك . لكن لا بد أن نمدحه كي يعمل بما فيه من غريزة حب الثناء فنكون قد زدنا من عدد طاقات العاملين . ولذلك نجد أن الحق سبحانه وتعالى حينما عرض لهذه القضية ، وهي قضية تزكية الصالح وتجريم الطالح الفاسد في قصة " ذي القرنين " يقول تعالى : { وَيَسْأَلُونَكَ عَن ذِي ٱلْقَرْنَيْنِ قُلْ سَأَتْلُواْ عَلَيْكُم مِّنْهُ ذِكْراً * إِنَّا مَكَّنَّا لَهُ فِي ٱلأَرْضِ وَآتَيْنَاهُ مِن كُلِّ شَيْءٍ سَبَباً } [ الكهف : 83 - 84 ] . كي تعلم أن الممَكَّنَ لا يُمَكّنُ بذاته وإنما هو ممكن بمن مَكّنَهُ ، فلو كان عنده تفكير إيماني ، لما أغرته الأسباب أن يتمرد لأن الإيمان يعلمه أن الأسباب ليست ذاتية . ومن أجل أن يثبت الله أن الأسباب غير ذاتية فهو ينزع الملك ممن يشاء ، ويهب الملك من يشاء ، نقول له : لو كان الأسباب ذاتية فتمسك بها ، لكن الأسباب هبة من الله " وآتيناه من كل شيء سبباً " وحين يأتيه الله الأسباب فالأسباب أنواع : سبب مباشر للفعل ، وسبب متقدم على السبب المباشر ، فأنت إذا ارتديت ثوباً جميلاً ، فوراء ذلك أنك أتيت بالقماش الذي نسجه النساج ، والنساج استطاع إتقان عمله بعد أن قام الغزَّال بغزل القطن ، والقطن نتج لأن فلاحاً بذر البذور ورعى الأرض بالحرث والري . فأنت إن نظرت إلى الأسباب المباشرة المتلاحقة فانظر إلى نهاية الأسباب ، وستصل إلى شيء لا سبب له إلا المسبب الأعلى وهو الله - جلت قدرته - . وسلسل أي شيء في الوجود ستجد أنك أخيراً أمام سبب خلقه الله مثال ذلك النور الكهربائي الذي تتمتع أنت به . ستجد أن المعمل قام بصنع الزجاج الخاص بالمصابيح الكهربائية ، ونوع من المصانع يصنع الأسلاك الموجودة بالمصباح ، وستنتهي إلى شيء موجود لا يوجد فيه بشر ، فتصل إلى الحق سبحانه وتعالى . أنت مثلاً جالس على الكرسي . وقد تقول : لقد صنعه النجار والنجار جاء بالخشب من البائع ، والبائع جاء بالخشب من الغابة ، فمن أين جاء الخشب إلى الغابة ؟ تقول : لا أعرف ، أما إذا كان عندك الحس الإيماني فأنت تقول : أوجده الله . وحين تنتهي الأسباب وسلسلتها نجد الله الخالق { إِنَّا مَكَّنَّا لَهُ فِي ٱلأَرْضِ وَآتَيْنَاهُ مِن كُلِّ شَيْءٍ سَبَباً * فَأَتْبَعَ سَبَباً } [ الكهف : 84 - 85 ] فعندما أعطاه الله الأسباب جاء هو بالوسائط فقط ، إذن فالأصل كله من الله . ويتابع الحق : { حَتَّىٰ إِذَا بَلَغَ مَغْرِبَ ٱلشَّمْسِ وَجَدَهَا تَغْرُبُ فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ } [ الكهف : 86 ] هذا في عين الناظر فقط ، فأنت حين تركب البحر ثم ترى الشمس عند الغروب تغطس في البحر ، وعندما تذهب للمنطقة التي غطست الشمس فيها تجد الشمس موجودة لأنها لا تغيب أبداً ، إنما " تغرب في عين حمئة " أي فوجد الشمس في نظره عند غروبها عنه كأنها تغرب في مكان به عين ذات ماء حار وطين أسود . ويتابع الحق : { وَوَجَدَ عِندَهَا قَوْماً قُلْنَا يٰذَا ٱلْقَرْنَيْنِ إِمَّآ أَن تُعَذِّبَ وَإِمَّآ أَن تَتَّخِذَ فِيهِمْ حُسْناً } [ الكهف : 86 ] . والناس تفهم أن هذا تخيير ، يعني إما أن تعذبهم ، وإما تُحسن إلى من كنت تعذبهم ، لكن الدقة والتمعن يوضحان لنا أن الحق قد أعطى تفويضاً لذي القرنين ، بقوله : " إما أن تعذب وإما أن تتخذ فيهم حسناً " فَفَهمَ ذو القرنين عن الله التفويض ، ولم يأخذ التفويض وافترى ، بل قال : " أما من ظلم فسوف نعذبه " وليس هذا هو العذاب الذي يستحقه ، لا ، نحن سنعذبه في دنيانا كي لا يستشري فيها الشرّ . وفوق ذلك سيعذبه الله عذاباً آخر . { أَمَّا مَن ظَلَمَ فَسَوْفَ نُعَذِّبُهُ ثُمَّ يُرَدُّ إِلَىٰ رَبِّهِ فَيُعَذِّبُهُ عَذَاباً نُّكْراً } [ الكهف : 87 ] إنه أولاً لم يصف عذابه بنكر ، إنما وصف عذاب الله فقال : " فيعذبه عذاباً نكراً " ، لأن عذاب البشر للبشر على قدر البشر ، لكن عذاب الله يتناسب مع قدرة الله ، فهل لنا طاقة بهذا العذاب والعياذ بالله ؟ ليس لنا طاقة به ، وماذا عن موقف ذي القرنين من الذي آمن ؟ إنه موقف مختلف . يقول الحق : { وَأَمَّا مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً فَلَهُ جَزَآءً ٱلْحُسْنَىٰ وَسَنَقُولُ لَهُ مِنْ أَمْرِنَا يُسْراً } [ الكهف : 88 ] هو يجازيه بالحسنى ويعطيه المكافآت ويكرمه ، وعندما يتساءل من يحب الثناء قائلاً : لماذا كرّم هذا ؟ ويرى أسباب التكريم فيقول لنفسه لأصنعنَّ مثله كي أكرّم . ولذلك تجد الشباب يتهافت حتى على اللعب بكرة القدم لماذا ؟ لأنهم يجدون من يضع هدفاً في كرة القدم يكرّم ، فيقول : أنا أريد أن أضع هدفاً . هذا وإن ديننا الحنيف يدعونا إلى أن نشكر من قدم خيراً أو أسدى معروفاً حَفزاً للهمم وتشجيعاً لبذل الطاقات وفي الأثر : " من لم يشكر الناس لم يشكر الله " إذن فحب الثناء من طبيعة الإنسان ، ولكي تُغري الناس بأن يعملوا لا بد أن تأتي لهم بأعمال تستوعب طاقاتهم المتعددة ، أما إذا اقتصر إتقان العمل على من لا يحبون الثناء ، فسنقلل الأيدي التي تفعل ، ولذلك تجد العمل حيث توجد المكافأة التشجيعية التي يأخذها من يستحقها ويقابلها من التجريم والعقوبة لمن يهمل في عمله ، فلا يمنح رئيس عمل مكافأة لمن عملوا على هواهم ، بل عليه أن يمنحها لمن أدى عمله بإتقان . وحين يعلم الناس أنه لا يجازي بالخير ولا يكّرم بالقول إلا من فعل فعلاً حقيقياً فالكل يفعل فعلاً حقيقياً ، لكن عندما تجد الناس أن المكافآت لا يأخذها أحد إلا بالتزلف وبالنفاق وبالأشياء غير المشروعة فسيفعلون ذلك ، وهكذا تأتي الخيبة . وهكذا تجد أن قوله الحق : { لاَ تَحْسَبَنَّ ٱلَّذِينَ يَفْرَحُونَ بِمَآ أَتَوْاْ } [ آل عمران : 188 ] . إن هذا القول يضع أساساً ودستوراً إيمانياً لمطلق الحياة ، وعلاقة الحاكم بالمحكومين وعلاقة الفرد بنفسه وبمن حوله . وعلاقة الإنسان بالعمل الصالح أو بالذنوب فالإنسان إذا ما أتى ذنباً ، فربما يكون قد نفَّس عن نفسه بارتكاب الذنب ، لكن بعد ما تهدأ شِرّة المعصية يجب عليه أن ينتبه فيندم ولا يفرح . هذه أول مرحلة . ولا يتمادى في ارتكاب الذنب ، أما إذا تمادى وخلع على فعله النقيض وادّعى أنه قد أتى فعلاً حسناً حتى يناله مدح بدلاً من أن يناله ذم فذلك ذنب مركب ، ويحشره الله ضمن من قال فيهم : { فَلاَ تَحْسَبَنَّهُمْ بِمَفَازَةٍ مِّنَ ٱلْعَذَابِ } [ آل عمران : 188 ] . والمفازة هي المكان الذي يظن الإنسان أن فيه نجاته ، أي أن في هذا المكان فوزاً له ، ويطلقون كلمة " مفازة " على الصحراء إطلاقاً تفاؤلياً ، لا يسمونها " مهلكة " لأن الذي كان يجوبها يهلك فسموها " مفازة " تفاؤلاً بأن الذي يسلكها يفوز ، أو أن الصحراء أرض مكشوفة ، وما دام الإنسان قد وصل إلى أرض مكشوفة فلن يصادف ما يخافه من حيوانات شرسة أو من وافدات ضارة كالحيّات ، أو من عدو راصد ، وفي ذلك فوز له ، لأنه تجنب هذه المخاطر ، إنه إن سار في الجبال والوديان فمن الممكن أن تستر عنه الوحوش المفترسة أو الهوام أو تستر عنه الذين يتتبعونه فلا يتوقاهم وقد يصيبونه بالأذى ، فإذا ما ذهب إلى الأرض المكشوفة نجا من كل هذا لأنه ينأى ويبتعد عنهم ، وتكون التسمية على حقيقتها ، ومن يرى أن الصحراء مهلكة فليعرف أنها سميت " مفازة " تفاؤلاً ، كما يسمون اللديغ الذي لدغه الثعبان بـ " السليم " . ونحن في أعرافنا العادية نتفاءل فنضع للشيء اسماً ضد مسماه تفاؤلاً بالاسم ، مثال ذلك : إذا كنت في ضيافة إنسان وقدم شراباً . قهوة مثلاً ، وبعد أن نشرب القهوة يأتي الخادم فيقول من قدم لك القهوة لخادمه : تعال " خذ المملوء " ولا يقول : " خذ الفارغ " وهذا لون من التفاؤل . { فَلاَ تَحْسَبَنَّهُمْ بِمَفَازَةٍ مِّنَ ٱلْعَذَابِ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ } [ آل عمران : 188 ] هم يظنون أنهم بمفازة من العذاب برغم أنهم لا يؤمنون بالحق ، ولا يؤمنون بسيطرة الحق على كل أحوالهم وكل أمورهم فهم يظنون أن انتصارهم في معركة الدنيا لا هزيمة بعده ، ولكن الحق بعد هذه الآية قال : { وَللَّهِ مُلْكُ ٱلسَّمَاوَاتِ … } .