Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 3, Ayat: 198-198)

Tafsir: Ḫawāṭir Muḥammad Mutawallī aš-Šaʿrawī

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

والنزل هو المكان الذي يعد لنزول الضيف ، والنزل حينما تقيمه قدرات بشرية تتراوح حسب إمكانات البشر وفي إحدى السفريات نزلنا في فندق فاخر فقال لي زملائي وإخواني : هذا لون من العظمة البشرية . قلت لهم : هذا ما أعده البشر للبشر ، فكيف بما أعده الله للمؤمنين ؟ وعندما ترى تقلب الكفار في البلاد فاعلم أنهم لن يأمنوا أن يأخذهم الله في تقلبهم ، وفي ذلك يقول : { قُلْ أَرَأَيْتَكُمْ إِنْ أَتَاكُمْ عَذَابُ ٱللَّهِ بَغْتَةً أَوْ جَهْرَةً هَلْ يُهْلَكُ إِلاَّ ٱلْقَوْمُ ٱلظَّالِمُونَ } [ الأنعام : 47 ] . ويقول - سبحانه - : { أَوْ يَأْخُذَهُمْ فِي تَقَلُّبِهِمْ فَمَا هُم بِمُعْجِزِينَ } [ الأنعام : 46 ] . والكافر من هؤلاء يتملكه الغرور ، وهو يتقلب فيأتيه عذاب الله بغتة . والعذاب يأتي مرة بغتة ، ومرة أخرى جهرة . إنه يأتي بغتة حتى يكون الإنسان متوقعاً له في أي لحظة . ويأتي جهرة حتى يرعب الإنسان ويخيفه قبل أن يقع . ولذلك يقول الحق : { وَإِذْ قُلْتُمْ يَٰمُوسَىٰ لَن نُّؤْمِنَ لَكَ حَتَّىٰ نَرَى ٱللَّهَ جَهْرَةً فَأَخَذَتْكُمُ ٱلصَّٰعِقَةُ وَأَنْتُمْ تَنظُرُونَ } [ البقرة : 55 ] . فالموت إن جاءهم بغتة فقد لا يشعرون بهوله إلا لحظة وقوعه ، ولكن حينما يأتيهم الموت وهم ينظرون ، فهم يرونه وهم في فزع ورعب . والحق يقول من بعد ذلك : { وَإِنَّ مِنْ أَهْلِ ٱلْكِتَابِ لَمَن … } .