Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 3, Ayat: 21-21)
Tafsir: Ḫawāṭir Muḥammad Mutawallī aš-Šaʿrawī
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
وقلنا إن الحق حين يقول : { إِنَّ ٱلَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ ٱللَّهِ } [ آل عمران : 21 ] هم الذين يكفرون بآيات الله على إطلاقها ، وهناك فرق بين الكفر بآيات الله وبين الكفر بالله . لماذا ؟ لأن الإيمان بالله يتطلب البينات التي تدل على الله ، والبينات الدالة على وجود الله موجودة في الكون . إذن فالبينات واضحة ، إن الذي يكفر بالله يكون قبل ذلك كافراً بالأدلة التي تدل على وجود الخالق . إن الحق لم يقل هنا : إن الذين يكفرون بالله ، وذلك حتى يوضح لنا أنّ الحق غيب ، ولكن الآيات البينات ظاهرة في الكون ، لذلك قال : { إِنَّ ٱلَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ ٱللَّهِ وَيَقْتُلُونَ ٱلنَّبِيِّين } [ آل عمران : 21 ] . ولنا أن نلاحظ هنا ، أن كلمة القتل تأتي دائماً للنبيين ، أي أنها لا تأتي للذين أخذوا صفة تزيد على مهمة النبي ، وهو الرسول ، فليس من المعقول أن يرسل الله رسولاً ليبلغ منهجاً لله ، فيُقدر الله خلقه على أن يقتلوا الرسول . لكن الأنبياء يرسلهم الله ليكونوا أسوة سلوكية للمؤمنين ، ولا يأتي الواحد منهم بتشريعات جديدة ، أما الرسول فإن الله يبعثه حاملاً لمنهج من الله . وليس من المعقول أن يصطفي الله عبداً من عباده ويستخلصه ليبلغ منهجه ، ويُمَكّن الله بعد ذلك بعضاً من خلقه أن يقتلوا هذا الرسول . إن الخلق لا يقدرون على رسول أرسله الله ، لكنهم قد يقدرون على الأنبياء ، وكل واحد من الأنبياء هو أسوة سلوكية ، ولذلك نجد ان كل نبيّ يتعبد على دين الرسول السابق عليه ، فلماذا يقتل الخلق الأسوة السلوكية ما دام النبيّ من هؤلاء قد جاء ليكون مجرد أسوة ، ولم يأت بدين جديد ؟ فلو كان النبي من هؤلاء قد جاء بدين جديد ، لقلنا : إن التعصب للدين السابق عليه هو الذي جعلهم يقتلونه ، لكن النبيّ أسوة في السلوك ، فلماذا القتل ؟ إن النبي من هؤلاء يؤدي من العبادة ما يجعل القوم ينتبهون إلى أن السلوك الذي يفعله النبيّ لا يأتي وفق أهوائهم . إن القوم الذين يقتلون النبيين هم القوم الذين لا يوافقون على أن يسلكوا السلوك الإسلامي الذي يعني إخضاع الجوارح ، والحركة لمنطق الدين ولمنطق الإسلام ، لماذا ؟ لأن النبيّ وهو ملتزم بشرع الرسول السابق عليه ، حينما يلتزم بدين الله بين جماعة من الملتزمين يكون سلوكه قد طعن غير الملتزمين . إن وجود النبيّ الذي يتمسك بشرع الله ، ويخضع جوارحه ، وسلوكه لمنهج الله بين جماعة تدّعي أنها تدين بدين الله ، ولكنها لا تتمسك بمنهج الله تحملهم إلى أن يقولوا : لماذا يفعل النبي هذا السلوك القويم ، ولماذا يخضع جوارحه لمنطق الإيمان ، ونحن غير ملتزمين مثله ؟ وهذا السؤال يثير الغيظ والحقد على النبيّ بين هذه الجماعة غير الملتزمة بدين الله ، وإن أعْلنت في ظاهر الأمر التزامها بالدين . إنهم يحقدون على النبيّ لأنه يرتفع بسلوك المسلم ، وهم لا يستطيعون أن يرتفعوا ليكونوا مثله . إن النبيّ بسلوكه الخاضع لمنهج الله يكون أسوة واضحة جلية يظهر بها الفرق بين مجرد إعلان الإيمان بمنهج الله ، وبين الالتزام السلوكي بمنهج الله ، وتكون أسوة النبيّ مُحقرة لفعلهم . ولذلك حين نجد إنساناً ملتزماً بدين الله ومنهجه ، فإننا نجد غير الملتزم ينال الملتزم بالسخرية والاستهزاء ، لماذا ؟ لأن غير الملتزم يمتلئ بالغيظ والحقد على الملتزم القادر على إخضاع نفسه لمنهج الله ، ويسأل غير الملتزم نفسه : لماذا يكون هذا الإنسان قادراً على نفسه مخضعاً لها لمنهج الله وأنا غير قادر على ذلك ؟ إن غير الملتزم يحاول إزاحة الملتزم وإبعاده من أمامه . لماذا ؟ لأن غير الملتزم يتضاءل في نظر نفسه ونظر الآخرين إذا ما قارن نفسه بالملتزم بمنهج الله ، وعندما يقارن الآخرون بين سلوك الملتزم بمنهج الله وسلوك غير الملتزم بمنهج الله فهم لا يحترمون غير الملتزم ، فيشعر بالصغار النفسي أمام الملتزم وأمام الناس . فيحاول غير الملتزم أن يزيح الملتزم وينحيه عن طريقه ، إن غير الملتزمين بمنهج الله يسخرون ويتغامزون على الملتزمين بمنهج الله ، كما يقول الحق سبحانه وتعالى : { إِنَّ ٱلَّذِينَ أَجْرَمُواْ كَانُواْ مِنَ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ يَضْحَكُونَ * وَإِذَا مَرُّواْ بِهِمْ يَتَغَامَزُونَ * وَإِذَا ٱنقَلَبُوۤاْ إِلَىٰ أَهْلِهِمُ ٱنقَلَبُواْ فَكِهِينَ * وَإِذَا رَأَوْهُمْ قَالُوۤاْ إِنَّ هَـٰؤُلاَءِ لَضَالُّونَ * وَمَآ أُرْسِلُواْ عَلَيْهِمْ حَافِظِينَ } [ المطففين : 29 - 33 ] . ألا توضح لنا تلك الآيات البينات ما يقوله غير الملتزمين في بعض مجتمعاتنا للملتزمين بمنهج الله ؟ ألا نسمع قول غير الملتزمين للملتزم بمنهج الله : " خذنا على جناحك " ؟ إن هؤلاء غير الملتزمين ينطبق عليهم قول الحق : { وَإِذَا مَرُّواْ بِهِمْ يَتَغَامَزُونَ * وَإِذَا ٱنقَلَبُوۤاْ إِلَىٰ أَهْلِهِمُ ٱنقَلَبُواْ فَكِهِينَ * وَإِذَا رَأَوْهُمْ قَالُوۤاْ إِنَّ هَـٰؤُلاَءِ لَضَالُّونَ } [ المطففين : 30 - 32 ] . إن غير الملتزمين قد يفرح الواحد منهم ، لأنه استطاع السخرية من مؤمن ملتزم بالله . وقد يتهم غيرُ الملتزمين إنساناً ملتزماً بأن الالتزام ضلال . والحق سبحانه وتعالى يرد على هذا الاتهام بالقول الكريم : { وَمَآ أُرْسِلُواْ عَلَيْهِمْ حَافِظِينَ } [ المطففين : 33 ] . الحق يرد على الساخرين من الملتزمين بمنهج الله ، فيضحك الذين آمنوا يوم القيامة من الكفار ، ويتساءل الحق بجلال قدرته وتمام جبروته : { فَٱلْيَوْمَ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ مِنَ ٱلْكُفَّارِ يَضْحَكُونَ * عَلَى ٱلأَرَآئِكِ يَنظُرُونَ * هَلْ ثُوِّبَ ٱلْكُفَّارُ مَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ } [ المطففين : 34 - 36 ] . هكذا ينال غير الملتزمين عقابهم ، فماذا عن الذين يقتلون النبيين بغير حق ؟ إن لنا أن نسأل : لماذا وصف الله قتل النبيين بأنه " بغير حق " ، وهل هناك قتل لنبيّ بحق ؟ لا يمكن أن يكون هناك قتل لنبيّ بحق ، وإذا كان الله قد قال : { وَيَقْتُلُونَ ٱلنَّبِيِّينَ بِغَيْرِ حَقٍّ } [ آل عمران : 21 ] هذا القول الكريم قد أتى ليوضح واقعاً ، إنه سبحانه يقول بعد ذلك في سلسلة أعمال هؤلاء الذين يقتلون النبيين بغير حق : { وَيَقْتُلُونَ ٱلَّذِينَ يَأْمُرُونَ بِٱلْقِسْطِ مِنَ ٱلنَّاسِ } [ آل عمران : 21 ] إنهم لم يكتفوا بقتل النبيين ، بل يقتلون أيضاً من يدافع من المؤمنين عن هذا النبيّ كيف ؟ لأنه ساعة يُقتل نبيّ ، فالذين التزموا بمنهج النبيّ ، وكانوا معه لابد لهم أن يغضبوا ويحزنوا . إن أتباع النبيّ ينفعلون بحدث قتل النبيّ ، فإن استطاعوا منع ذلك القتل لفعلوا وإن لم يستطع أتباع النبيّ منع قتل النبيّ فلا أقل من أن يأمروا بالمعروف وينهوا عن المنكر ، لكن القتلة يتجاوز طغيانهم فلا يقتلون النبيين فقط فإذا قال لهم منكر لتصرفهم : ولماذا تقتلون النبيين ؟ فإنهم يقتلونه أيضاً ، وبالنسبة لرسولنا محمد صلى الله عليه وسلم ، نحن نعرف أن أعداءه قد صنعوا معه أشياء أرادوا بها اغتياله ، وذلك يدل على غباء الذين فكروا في ذلك الاغتيال . لماذا ؟ لأنهم لم ينظروا إلى وضعه صلى الله عليه وسلم ، فلم يكن نبياً فقط ، ولكنه رسول أيضاً . وما دام رسولاً فهو أسوة وحامل لمنهج في آن واحد ، فلو كان محمد صلى الله عليه وسلم نبياً فقط لكان في استطاعتهم أن يقتلوه كما قتلوا النبيين من قبل ، لكنه رسول من عند الله ، ولقد رأوه يحمل منهجاً جديداً ، وهذا المنهج يسفه أحلامهم ، ويوضح أكاذيبهم ، من تبديلهم للكتب المنزلة عليهم . إذن ، كان رسول الله صلى الله عليه وسلم رسولاً يحمل رسالة ومنهجاً ، وحينما أرادوا أن يقتلوه كنبيّ ، غفلوا عن كونه رسولاً . وذلك قال الحق مطمئناً لنا ومحدثاً رسوله صلى الله عليه وسلم : { يَـٰأَيُّهَا ٱلرَّسُولُ بَلِّغْ مَآ أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَٱللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ ٱلنَّاسِ إِنَّ ٱللَّهَ لاَ يَهْدِي ٱلْقَوْمَ ٱلْكَافِرِينَ } [ المائدة : 67 ] . الرسول الكريم إذن حامل رسالة ومعصوم بالله من أعدائه ، والحق سبحانه وتعالى قد حكى عن الذين يقتلون الأنبياء ، وأراد أن يطمئن المؤمنين ، ويطمئن الرسول على نفسه ، وأن يعرف خصوم رسول الله أنه لا سبيل إلى قتله ، فيقول الحق : { قُلْ فَلِمَ تَقْتُلُونَ أَنْبِيَآءَ ٱللَّهِ مِن قَبْلُ إِن كُنْتُمْ مُّؤْمِنِينَ } [ البقرة : 91 ] . ولماذا يأتي الله بـ " من قبل " هذه ؟ إنه يوضح لنا وللرسول ولأعداء محمد صلى الله عليه وسلم أن مسألة قتل الأنبياء كان من الممكن حدوثها قبل رسول الله ، لكن هذه المسألة صارت منتهية ، ولا يجرؤ أحد أن يمارسها مع محمد رسول الله ، وبذلك طمأن الحق المؤمنين ، وطمأن رسول الله بأن أحداً لن يناله بأذى ، ولذلك قال الحق : { وَٱللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ ٱلنَّاسِ } [ المائدة : 67 ] . وأيأس الحق الذين يريدون قتل رسول الله فقد قال لهم : { قُلْ فَلِمَ تَقْتُلُونَ أَنْبِيَآءَ ٱللَّهِ مِن قَبْلُ } [ البقرة : 91 ] . ولو أن المسألة مسألة نبوة ورسالة رسول الله غير داخلة في مواجيدهم ، وكان إنكارهم لرسالته عنادا ، لكانوا قد قالوا : " إن مسألة قتل الأنبياء لا تتوقف عند " من قبل " لأننا سنجعلها " من بعد " أيضاً ، لكانوا قد كتلوا قواهم وقتلوا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، لكن الله سبحانه أيأسهم وقنطهم من ذلك ، وذلك من مناط قدرة الله . وإذا كان الحق سبحانه وتعالى يحكي عن أمر في قتل الأنبياء ، وقتل الذين يأمرون بالقسط ، أكان ذلك معاصراً لقول الرسول هذا ؟ أو كان هذا الكلام لمن ؟ إنه مواجه لبعض من أهل الكتاب ، إنه موجه لمن آمنوا باتباع الذين قتلوا النبيين من قبل ، وقتلوا الذين يأمرون بالقسط ، لقد آمنوا كإيمان السابقين لهم من قتلة الأنبياء ، وقتلهم للذين يأمرون بالقسط . وهذا تقريع لهؤلاء الذين اتبعوا في الإيمان قوماً قتلوا الأنبياء من قبل ، وقتلوا الذين يأمرون بالقسط ، إنه تقريع وتساؤل . كيف تؤمنون كإيمان الذين قتلوا الأنبياء ؟ وكيف تتبعون من فعل مثل ذلك ؟ وقد قص رسول الله صلى الله عليه وسلم ، أن بني إسرائيل قد قتلوا ثلاثة وأربعين نبياً دفعة واحدة ، فقام مائة وسبعون من أتباع الأنبياء لينكروا عليهم ذلك ، فقتلوهم ، وهذا هو معنى هذه الآية الكريمة : { وَيَقْتُلُونَ ٱلنَّبِيِّينَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَيَقْتُلُونَ ٱلَّذِينَ يَأْمُرُونَ بِٱلْقِسْطِ مِنَ ٱلنَّاسِ فَبَشِّرْهُم بِعَذَابٍ أَلِيمٍ } [ آل عمران : 21 ] . لماذا يبشرهم الحق بعذاب أليم ؟ أليس معنى التبشير هو إخبار بما يسر في أمد يمكن أن يؤتى فيه الفعل الذي يسر ؟ إن التبشير دائماً يكون للفعل الذي يسر ، كتبشير الحق للمؤمنين بالجنة ، ومعنى التبشير بالجنة أن الله يخبر المؤمن بأمر يُسر له المؤمن ، ويعطي الحقّ الفرصة للمؤمن لينفذ منهج الله ليأخذ الجائزة والبشارة . لماذا يكون الحديث بالبشارة موجها لأبناء الذين فعلوا ذلك ؟ لأننا نعرف أن الذين قتلوا النبيين وقتلوا الذين أمروا بالقسط من الناس لم يكونوا معاصرين لنزول هذا الآية ، إن المعاصرين من أهل الكتاب لنزول هذه الآية هم أبناء الذين قتلوا الأنبياء وقتلوا الذين أمروا بالقسط ، ويبشرهم الحق بالعذاب الأليم لأنهم ربما رأوا أن ما فعله السابقون لهم كان صواباً . فإن كانوا قد رأوا أن ما فعله السابقون لهم كان صواباً فلهم أيضاً البشارة بالعذاب . وتتسع دائرة العذاب لهم أيضاً ولكن لماذا يكون العذاب بشارة لهم ، رغم أن البشارة غالباً ما تكون إخباراً بالخير ، وعملية العذاب الأليم ليست خيراً ؟ إن علينا أن نعرف أنه ساعة نسمع كلمة " أبشر " فإن النفس تتفتح لاستقبال خبر يسر وعندما تستعد النفس بالسرور وانبساط الأسارير إلى أن تسمع شيئاً حسناً يأتي قول : أبشر بعذاب أليم ، ماذا يحدث ؟ الذي يحدث هو انقباض مفاجئ أليم ابتداء مطمع " فبشرهم " وانتهاء مُيْئِس بعذاب أليم وهنا يكون الإحساس بالمصيبة أشد لأن الحق لو أنذرهم وأوعدهم من أول الأمر بدون أن يقول : " فبشرهم " لكان وقوع الخبر المؤلم هيناً . لكن الحق يريد للخبر أن يقع وقوعاً صاعقاً ، ومثال لذلك قول الحق : { وَإِن يَسْتَغِيثُواْ يُغَاثُواْ بِمَآءٍ كَٱلْمُهْلِ يَشْوِي ٱلْوجُوهَ بِئْسَ ٱلشَّرَابُ وَسَآءَتْ مُرْتَفَقاً } [ الكهف : 29 ] . إنهم يستغيثون في الآخرة ، ويغاثون بالفعل ، ولكن بماذا يغيثهم الله ؟ إنه يغيثهم بماء كالمهل يشوي الوجوه . إننا ساعة أن نسمع " يغاثوا " قد نظن أن هناك فرجاً قادماً ، ولكن الذي يأتي هو ماء كالمهل يشوي الوجوه . وهكذا تكون البشارة بالنسبة لمن قتلوا الأنبياء أو لأتباع القتلة الذين آمنوا بمثل ما آمن به هؤلاء القتلة . { فَبَشِّرْهُم بِعَذَابٍ أَلِيمٍ } [ آل عمران : 21 ] وكلمة " عذاب " تعني إيلام حيّ يحس بالألم . والعذاب هو للحيّ الذي يظل متألماً ، أما القتل فهو ينهى النفس الواعية وهذا ليس بعذاب ، بل العذاب أن يبقى الشخص حيّاً حتى يتألم ويشعر بالعذاب ، وقول الحق : { بِعَذَابٍ أَلِيمٍ } [ آل عمران : 21 ] يلفتنا إلى قوله تعالى : { إِنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ بِآيَاتِنَا سَوْفَ نُصْلِيهِمْ نَاراً كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُوداً غَيْرَهَا لِيَذُوقُواْ ٱلْعَذَابَ إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ عَزِيزاً حَكِيماً } [ النساء : 56 ] . أي أن الحق يديم عليهم الحياة ليديم عليهم التعذيب . وبعد ذلك يقول الحق : { أُولَـٰئِكَ ٱلَّذِينَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ … } .