Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 3, Ayat: 34-34)

Tafsir: Ḫawāṭir Muḥammad Mutawallī aš-Šaʿrawī

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

وحين يقول : { ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِن بَعْضٍ } [ آل عمران : 34 ] فلنا أن نسأل : هل المقصود بذلك الأنساب أم الدين والقيم ؟ ولنا أن نلتفت أن الحق قد علمنا في مسألة إبراهيم عليه السلام أن الأنساب بالدم واللحم عند الأنبياء لا اعتبار لها ، وإنما الأنساب المعترف بها بالنسبة للأنبياء هي أنساب القيم والدين . وكنا قد عرضنا من قبل لما قاله الحق : { وَإِذِ ٱبْتَلَىٰ إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَاماً قَالَ وَمِن ذُرِّيَّتِي … } [ البقرة : 124 ] . فردها الله عليه قائلاً : { لاَ يَنَالُ عَهْدِي ٱلظَّالِمِينَ } [ البقرة : 124 ] . لماذا ؟ لأن الإمام هو المقتدى في الهدايات . إذن فالمسألة ليست وراثة بالدم . وهكذا علم سيدنا إبراهيم ذلك بأن النسب للأنبياء ليس بوراثة الدم ، إذن فنحن نفهم قول الحق : { ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِن بَعْضٍ } [ آل عمران : 34 ] على أنها ذرية في توارثها للقيم . ونحن نسمع في القرآن : { ٱلْمُنَافِقُونَ وَٱلْمُنَافِقَاتُ بَعْضُهُمْ مِّن بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِٱلْمُنكَرِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ ٱلْمَعْرُوفِ وَيَقْبِضُونَ أَيْدِيَهُمْ نَسُواْ ٱللَّهَ فَنَسِيَهُمْ إِنَّ ٱلْمُنَافِقِينَ هُمُ الْفَاسِقُونَ } [ التوبة : 67 ] . إن هذا النفاق ليس أمراً يتعلق بالنسب وإنما يتعلق بالقيم ، إنها كلها أمور قيمية ، وحين يقال : { وَٱللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ } [ آل عمران : 34 ] أي أن الله يعرف الأقوال وكذلك الأفعال والخبايا . وبعد ذلك يقول الحق : { إِذْ قَالَتِ ٱمْرَأَتُ عِمْرَانَ رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّراً … } .