Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 30, Ayat: 41-41)

Tafsir: Ḫawāṭir Muḥammad Mutawallī aš-Šaʿrawī

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

ظهر : بان ووضح . والظهور : أن يُبين شيء موجود بالفعل لكنَّا لا نراه ، وما دام الحق سبحانه قال : { ظَهَرَ ٱلْفَسَادُ … } [ الروم : 41 ] فلا بُدَّ أن الفساد كان موجوداً ، لكن أصحاب الفساد عمُّوه وجَنُّوه إلى أن فقس وفرخ في المجتمع . والفساد لا يظهر إنما يظهر أثره ، أتذكرون الزلزال الذي حدث والذي كشف الفساد والغش والتدليس بين المقاول والمهندس ، وكانت المباني قائمة والفساد مستتراً إما لغفلتنا عنه ، أو لتواطئنا معه ، أو لعدم اهتمامنا بالأشياء إلى أن طمَّتْ المسائل ، ففضح الله الأرض بالزلزال ، ليكشف ما عندنا من فساد . فإذا ازداد الغش ، وانتشر وفَاقَ الاحتمال لا بُدَّ أن يُظهره الله للناس ، فلم يَعُدْ أحد قادراً على أن يقف في وجه الفساد ، أو يمنعه لذلك يتدخَّل الحق سبحانه ، ويفضح أهل الفساد ويذيقهم آثار ما عملت أيديهم . وتأتي ظهر بمعنى " الغلبة " كما في قوله تعالى : { فَأَيَّدْنَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ عَلَىٰ عَدُوِّهِمْ فَأَصْبَحُواْ ظَاهِرِينَ } [ الصف : 14 ] أي غالبين . وفي سورة التحريم : { وَإِن تَظَاهَرَا عَلَيْهِ … } [ التحريم : 4 ] . وبمعنى " العلو " في قوله تعالى : { فَمَا ٱسْطَاعُوۤاْ أَن يَظْهَرُوهُ وَمَا ٱسْتَطَاعُواْ لَهُ نَقْباً } [ الكهف : 97 ] . فالمعنى { ظَهَرَ ٱلْفَسَادُ … } [ الروم : 41 ] أي : غلب الصلاح وعلا عليه ، والكون خلقه الله تعالى على هيئة الصلاح ، وأعدّه لاستقبال الإنسان إعداداً رائعاً ، وللتأكد من صِدْق هذه المسألة انظر في الكون وأجناسه وأفلاكه وأجوائه ، فلن ترى فساداً إلا فيما تتناوله يد الإنسان . أما ما لا تتناوله يد الإنسان ، فلا ترى فيه خللاً لأن الله خلقه منسجمَ الأجناس منسجمَ التكوين : { لاَ ٱلشَّمْسُ يَنبَغِي لَهَآ أَن تدْرِكَ ٱلقَمَرَ وَلاَ ٱلَّيلُ سَابِقُ ٱلنَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ } [ يس : 40 ] . فهل خلقنا الحق سبحانه وخلق اختيارنا لنفسد في الكون ؟ لا ، إنما هو ابتلاء الاختيار حين ينزل عليك المنهج ويجعله قانوناً لحركتك بافعل ولا تفعل ، وما لم أقُل فيه افعل أو لا تفعل فأنت حر فيه ، فلا يحدث من الفعل أو من عدمه ضرر في الكون ، أمّا أنا فقد قلت افعل في الذي يحصل منه ضرر بعدم فعله ، وقلت لا تفعل في الذي يحصل ضرر من فعله . فالفساد يأتي حين تُدخِل يدك في شيء وأنت تطرح قانون الله في افعل ولا تفعل ، أما الصلاح فموجود وفيه مناعة يكافح بها الفساد ، فإنْ علا تيار الفساد وظهر على الصلاح وغلبه بان للناس . وعندها يُنبِّهنا الحق سبحانه بالأحداث تطرقنا وتقول لنا : انظروا إلى مَنْ خالف منهج الله ماذا حدث له لذلك في أعقاب الأحداث نزداد عشقاً لله ، وحباً لطاعته ، وترى الناس تمشي على العجين متلخبطه ، لكن سرعان ما يعودون إلى ما كانوا عليه من الإهمال والغفلة ، على حَدِّ قول الشاعر : @ تُروِّعنا الجناَئِزُ مُقْبِلاتٍ ونلهُو حِين تَذهَبُ مُدبراتِ كَروْعَةِ ثُلَّةٍ لمغَارِ ذِئْبٍ فَلما غابَ عادتْ راتعاتِ @@ فالحق يقول : { ظَهَرَ ٱلْفَسَادُ … } [ الروم : 41 ] أي : غلب على قانون الصلاح الذي أقام الله عليه نظام هذا الكون ، الذي لو نالتْه يد الإنسان لَفسد هو الآخر ، كما قال سبحانه : { وَلَوِ ٱتَّبَعَ ٱلْحَقُّ أَهْوَآءَهُمْ لَفَسَدَتِ ٱلسَّمَاوَاتُ وَٱلأَرْضُ … } [ المؤمنون : 71 ] . فظواهر الكون أشياء وقضايا لكل العامة ، ومن الحكمة ألاّ تنالها يد الإنسان لأن الله تعالى يريد للكون البقاء ، ولم يأْتِ أوان انتهائه ، لذلك الحق سبحانه يجعل فينا مناعة تجعلنا نقبل الفساد إلى حين ، إلى أن يصل إلى درجة التشبُّع ، فتتفجر الأوضاع . فقوله : { ظَهَرَ ٱلْفَسَادُ فِي ٱلْبَرِّ … } [ الروم : 41 ] نتيجة لدعوته صلى الله عليه وسلم لأن كلمة ظهر تدل على أن شيئاً وقع ، فكأنه يقول لنا : إنْ كررتم الفساد والغفلة تكرَّر ظهور الفساد ، فهو يعطينا مُلخصاً لما حدث بالفعل من عداوتهم لرسول الله ، ومقاطعته وعزله وإغراء السفهاء منهم للتحرش به ، ثم عداوة أصحابه وإجبارهم على الهجرة إلى الحبشة حتى لا يستقر لهم قرار بمكة . لذلك دعا عليهم رسول الله : " اللهم اشْدُد وطأتك على مُضَر ، واجعلها عليهم سنين كسني يوسف " فأصابهم الجَدْب والقحط ، حتى رُوِي أنهم كانوا يذهبون للبحر لصيد السمك ، فيبتعد عنهم ولا يستقيم لهم فيعودون كما أتوا . وهذا معنى { ظَهَرَ ٱلْفَسَادُ فِي ٱلْبَرِّ وَٱلْبَحْرِ … } [ الروم : 41 ] . ثم يوضح الحق سبحانه سبب هذا الفساد : { بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي ٱلنَّاسِ … } [ الروم : 41 ] فتلحظ هنا أن الحق سبحانه لما يذكرالرحمة لا يذكر عِلَّتها ، لكن يذكر عِلَّة الفساد لأن الرحمة من الله سبحانه أولاً وأخيراً تفضُّل ، أما الأخذ والعذاب فبَعدله تعالى لذلك يُبِّين لك أنك فعلت كذا ، وتستحق كذا ، فالعلَّة واضحة . هناك قضية أخرى أحب أن أوضحها لكم ، وهي أن الحق سبحانه يعامل خَلْقه معاملته في الجزاء ، فالله يقول : { مَن جَآءَ بِٱلْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا … } [ الأنعام : 160 ] . إذن : فالحسنة الواحدة تستر عشر سيئات ، وكذلك في جسم الإنسان ، فيقول بعض علماء وظائف الأعضاء والتشريح : إن الكلية بها مليون خلية يعمل منها العُشْر بالتبادل ، فمجموعة تعمل ، والباقي يرتاح وهكذا . فانظر كم ترتاح الخلية حتى يأتي عليها الدور في العمل . فكأن ربنا - سبحانه وتعالى - خلق لها العشر يقوم مقام المليون لذلك قالوا لو أن في أحد الدواوين عشرة موظفين ، منهم واحد محسن ، يستر إساءة الباقين ، وكثيراً ما تلاحظ هذه الظاهرة في دواوين الحكومة ، فترى غالبية الموظفين منشغلين : هذا يقرأ الجرائد ، وهذا يشرب الشاي ، وآخر لم يأْتِ أصلاً . وخلف كومة من الملفات تجد موظفاً نحيلاً غارقاً في العمل ، يقصده الجميع ، ويتحمل هو تقصير الآخرين ، ويؤدي عنهم ، وبه تسير دفَّة الأمور ، لكن إنْ فقدنا هذا أيضاً ، فلا بُدَّ أن تأتي { ظَهَرَ ٱلْفَسَادُ … } [ الروم : 41 ] إذن : إن رأيت الفساد فاعلم أنه نتيجة إهمال وغفلة فاقت كل الحدود . وما دام الحق سبحانه قال : { بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي ٱلنَّاسِ … } [ الروم : 41 ] فلا بُدّ أن الفساد جاء من ناحيتهم ، وبالله هل اشتكينا أزمة في الهواء مثلاً ؟ لكن نشتكي تلوث الهواء بما كسبتْ أيدي الناس ، أمّا حين نذهب إلى الخلاء حيث لا يوجد الإنسان ، نجد الهواء نقياً كما خلقه الله . الحق سبحانه تكفَّل لنا بالغذاء فقال : { وَقَدَّرَ فِيهَآ أَقْوَاتَهَا … } [ فصلت : 10 ] لكنا نشتكي أزمة طعام ، لماذا ؟ لأن الطعام يحتاج إلى عمل ، ونحن تكاسلنا ، وأسأنا التصرُّف في الكون ، إما بالكسل والخمول عن استخراج خيرات الأرض وأقواتها ، وإما بالأنانية حيث يضِنُّ الواجد على غير الواجد . وقد قرأنا مثلاً أن أمريكا تسكب اللبن في البحر ، وتعدم الكثير من المحصولات ، وفي العالم أُناس يموتون جوعاً ، إذن : هذه أنانية ، أما التكاسل فقد حدث منا في الماضي . وانظر الآن إلى صحرائنا التي كانت جرداء قاحلة ، كيف اخضرت الآن ، وصارت مصدراً للخيرات لما اهتممنا بها ويسَّرنا ملكيتها للناس ، فإنْ ضنَّتْ الأرض في منطقة ما فقد جعل الله لنا سعة في غيرها ، فالخالق سبحانه لم يجعل الأرض لجنس ولا لوطن ، إنما جعلها مشاعاً لخَلْق الله جميعاً . واقرأ قوله تعالى : { أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ ٱللَّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُواْ فِيهَا … } [ النساء : 97 ] . ولذلك قلت في هيئة الأمم : إن في القرآن آية واحدة ، لو أخذ العالم بها لضمنت له الرخاء والاستقرار والأمان ، إنها قوله تعالى : { وَٱلأَرْضَ وَضَعَهَا لِلأَنَامِ } [ الرحمن : 10 ] فالأرض كل الأرض للأنام كل الأنام ، لكن الواقع خلاف ذلك ، فقد وضعوا للأرض حدوداً ، وأقاموا عليها الحواجز والأسوار ، فإنْ أردتَ التنقّل من قطر إلى آخر تجشَّمت في سبيل ذلك كثيراً من المشاق في إجراءات وتأشيرات … إلخ . وكانت نتيجة ذلك أن يوجد في الكون رجال ازدحموا بلا أرض ، وفي موضع آخر أرض بلا رجال ، ولو حدث التكامل بين هذه وتلك لاستقامت الأمور . إذن : الذين وضعوا الحدود والحواجز في أرض الله أخذوها لأنفسهم ، فلم تَعُدْ أرض الله الواسعة التي تستقبل خَلْق الله من أي مكان آخر ، إنما جعلوها أرضهم ، وأخضعوها لقوانينهم هم ، وتعجب حين تتأمل حدود الدول على الخريطة ، فهي متداخلة ، فترى جزءاً من هذه الدولة يدخل في نطاق دولة أخرى ، على شكل مثلث مثلاً ، أو تمتد أرض دولة في دولة أخرى على شكل لسان أو مناطق متعرجة ، فماذ دُمْتم قد وضعتم بينكم حدوداً ، فلماذا لا تجعلونها مستقيمة ؟ وكأن واضعي هذه الحدود أرادوها بُؤراً للخلاف بين الدول ، ولا يخلو هذا التقسيم من الهوى والعصبيات القبلية والجنسية والقومية والدينية ، لكن لو أخذنا بقول ربنا : { وَٱلأَرْضَ وَضَعَهَا لِلأَنَامِ } [ الرحمن : 10 ] لما عانينا كل هذه المعاناة . وقوله تعالى : { كَسَبَتْ … } [ الروم : 41 ] عندنا : كسب واكتسب ، الغالب أن تكون كسب للحسنة ، واكتسب للسيئة لأن الحسنة تأتي من المؤمن طبيعة بدون تكلُّف أو افتعال ، فدلَّ عليها بالفعل المجرد كسب . أما السيئة ، فعلى خلاف الطبيعة ، فتحتاج منك إلى تكلُّف وافتعال ، فدلَّ عليها بالفعل المزيد الدال على الافتعال اكتسب . أَلاَ ترى أنك في بيتك تنظر إلى زوجتك وبناتك كما تشاء ، أما الأجنبية فإنك تختلس النظرات إليها وتحتال لذلك ؟ فكل حركاتك مفتعلة ، لماذا ؟ لأنك تفعل شيئاً محرماً وممنوعاً ، أما الخير فتصنعه تلقائياً وطبيعياً بلا تكلُّف . كما أن الحسنة لا تحتاج منك إلى مجهود ، أمّا السيئة فتحتاج إلى أنْ تُجنِّد لها كل قواك ، وأن تحتاط ، كالذي يسرق مثلاً ، فيحتاج إلى مجهود ، وإلى محاربة لجوارحه لأنها على الحقيقة تأبى ما يفعل . ومع ذلك نلحظ قوله تعالى : { بَلَىٰ مَن كَسَبَ سَيِّئَةً وَأَحَاطَتْ بِهِ خَطِيـۤئَتُهُ فَأُوْلَـۤئِكَ أَصْحَابُ ٱلنَّارِ … } [ البقرة : 81 ] . فجعل السيئة كَسْباً لا اكتساباً . قالوا : لأن السيئة هنا صارت عادة عنده ، وسهلت عليه حتى صارت أمراً طبيعياً يفعله ولا يبالي كالذي يفعل الحسنة ، وهذا النوع والعياذ بالله أحب السيئة وعشقها ، حتى أصبح يتباهى بها ولا يسترها ويتبجح بفعلها . وهذا نسميه فاقد ، فقد أصبح الشر والفساد حرفة له ، فلا يتأثر به ، ولا يخجل منه كالذي يقبل الرِّشْوة ، ويفرح لاستقبالها ، فإن سألته قال لك : وماذا فيها ؟ أنا لا أسرق الناس . وقوله تعالى : { لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ ٱلَّذِي عَمِلُواْ … } [ الروم : 41 ] الإذاقة هنا عقوبة ، لكنها عقوبة الإصلاح كما تعاقب ولدك وتضر به حرصاً عليه ، وسبق أن قلنا : إنه لا ينبغي أن نفصل الحدث عن فاعله ، فقد يعتدي ولد على ولدك ، فيجرحه فتذهب به للطبيب ، فيجرحه جرحاً أبلغ ، لكن هذا جرح المعتدي ، وهذا جرح المداوي . وحين يُذيق الله الإنسانَ بعض ما قدَّمت يداه يوقظه من غفلته ، ويُنبِّه فيه الفطرة الإيمانية ، فيحتاط للأمر ولا يهمل ولا يقصر ، وتظل عنده هذه اليقظة الإيمانية بمقدار وَعْيه الإيماني ، فواحد يظلّ يقظاً شهراً ، ثم يعود إلى ما كان عليه ، وآخر يظل سنة ، وآخر يظل عمره كله لا تنتابه غفلة . وقد أذاق اللهُ أهلَ مكة عاقبة كفرهم حتى جاعوا ولم يجدوا ما يأكلونه إلا دَمَ الإبل المخلوط بوبرها ، وهو العِلْهِز . وقوله : { لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ } [ الروم : 41 ] لأن الكلام هنا في الدنيا ، وهي ليستْ دار جزاء ، فالحق يُذيقهم بعض أعمالهم ليلتفتوا إليه سبحانه ، ويتوبوا ويعودوا إلى حظيرة الإيمان لأنهم عبيده ، وهو سبحانه أرحم بهم من الوالدة بولدها . والحق سبحانه ساعة يقول { ظَهَرَ ٱلْفَسَادُ … } [ الروم : 41 ] أي : على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ليُبيِّن لنا أن الرسل إنما جاءوا لإنقاذ البشرية من هذا الفساد ، لكن ما دام الأمر عُلِّل فالأمر يدور مع العلة وجوداً وعدماً ، فكلما ظهر الفساد حلَّتْ العقوبة ، فخذوها في الكون آية من آيات الله إلى قيام الساعة . فظهر الفساد قديماً { فَكُلاًّ أَخَذْنَا بِذَنبِهِ فَمِنْهُم مَّن أَرْسَلْنَا عَلَيْهِ حَاصِباً وَمِنْهُمْ مَّنْ أَخَذَتْهُ ٱلصَّيْحَةُ وَمِنْهُمْ مَّنْ خَسَفْنَا بِهِ ٱلأَرْضَ وَمِنْهُمْ مَّنْ أَغْرَقْنَا وَمَا كَانَ ٱللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَـٰكِن كَانُوۤاْ أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ } [ العنكبوت : 40 ] . لكن هذا الأخْذ كان قبل سيدنا رسول الله في الأمم السابقة ، وكان هلاك استئصال لأن الرسل السابقين لم يُكلَّفوا بالمحاربة لأجل نَشْر دعوتهم ، فما عليهم إلا نشر الدين وتبليغه ، مع التأييد بالمعجزات ، فإنْ تأبَّى عليهم أقوامهم تولَّى الحق سبحانه عقابهم ، أما أمة محمد صلى الله عليه وسلم فقد أكرمها الله بألاَّ يعاقبها بعذاب الاستئصال : { وَمَا كَانَ ٱللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ ٱللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ } [ الأنفال : 33 ] . ثم سيظهر الفساد حديثاً وسيحدث العقاب . إذن : ليست الأمة الإسلامية بِدَعاً في هذه المسألة . ثم يقول الحق سبحانه : { قُلْ سِيرُواْ فِي ٱلأَرْضِ … } .