Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 32, Ayat: 1-1)
Tafsir: Ḫawāṭir Muḥammad Mutawallī aš-Šaʿrawī
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
هذه من الحروف المقطَّعة المبنية على الوقف ، على خلاف آيات القرآن التي بُنِيتْ كما قُلْنا على الوصل من أول القرآن إلى آخره ، بل على وصل آخره بأوله لذلك لا ينبغي أن تقرأ القرآن على الوصل ، ما دام نَفَسُكَ يساعدك ، ولا تقف إلا إذا انقطع النفَس ، فتقف وتُسكِّن الحرف الذي وقفتَ عليه . وقد قال علماء القراءات : وليس في القرآن مِنْ وقف وجب لأنه بُني على الوصل ، فلا تقف إلا إذا ضاق نَفَسُك لذلك جعلوا في القرآن مواضع للوقف ، وتُرسم في المصحف صِلى ، قِلى ، ج ، لكن الأصل الوصل . وقلنا : إن أوضح مثال على الوصل في القرآن أن كلمة الناس في آخر سورة الناس ، وهي آخر القرآن لم تأْتِ ساكنة ، إنما متحركة بالكسر الناسِ لأن الله تعالى قدَّر حلَّكَ في الناس فجعلك ترحل إلى بسم الله الرحمن الرحيم في أول الفاتحة ، فلا تقطع الصلة بين آخر القرآن وأوله ، وسمَّيْنا قارئ القرآن لذلك الحالّ المرتحل . وهنا تأتي { الۤـمۤ } [ السجدة : 1 ] بعد مفاتح الغيب الخمسة التي سبقتْ في آخر سورة لقمان ، وكأنها مُلْحقة بها ، فهي سِرٌّ استأثر الله تعالى بعلمه ، ونحن في تفسيرنا لها نحوم حولها لذَلك كل مَنْ فسَّر الحروف المقطَّعة في بدايات السور لا بُدَّ أن يقول بعدها : والله أعلم بمراده لأن تفسيراتنا كلها اجتهادات تحوم حول المعنى المراد لذلك نحن لا نقول هذه الكلمة في كل آيات القرآن ، إنما في هذه الآيات والحروف بالذات . وكيف بنا حين يجمعنا الله تعالى إنْ شاء الله في مقعد صِدْق عند مليك مقتدر ، كيف بنا حين نسمع هذا القرآن مباشرة من الله عز وجل ؟ لا شكَّ أننا سنسمع كلاماً كثيراً غير الذي سمعناه ، ومعاني كثيرة غير التي توصَّلنا إليها في اجتهاداتنا ، وعندها سنعرف مرادات الله تعالى في هذه الحروف ، وسنعرف كم قَصُرَتْ عقولنا عن فهمها ، وكم كنا أغبياء في فَهْمنا لمرادات ربنا . وقوله تعالى { الۤـمۤ } [ السجدة : 1 ] عادةً يأتي بعد هذه الحروف المقطعة أمر يخصُّ الكتاب العزيز . وهنا يقول سبحانه : { تَنزِيلُ ٱلْكِتَابِ لاَ … } .