Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 32, Ayat: 22-22)
Tafsir: Ḫawāṭir Muḥammad Mutawallī aš-Šaʿrawī
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
هنا أيضاً يعرض علينا ربنا - تبارك وتعالى - هذه القضية في صورة هذا السؤال التقريري ، كأنه سبحانه يقول لنا : أنا رضيت ذمتكم يا عبادي ، فقولوا لي : هل يوجد أحد أظلم ممَّنْ ذُكِّر بآيات ربه ، ثم أعرض عنها . والمنطق الطبيعي أن نقول : لا أحدَ أظلم من هذا . وهذا إقرار مِنّا بهذه الحقيقة لذلك عرضها الحق سبحانه في صورة سؤال بدل الإخبار بها . ومعنى { ذُكِّرَ … } [ السجدة : 20 ] أي : أن رسالات الله إلى خَلْقه ما هي إلا تذكير بعهد الإيمان القديم الذي أخذه الله على عباده حين قال سبحانه : { أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ … } [ الأعراف : 172 ] وسبق أنْ قُلْنا إن في كل منّا ذرةً شهدتْ هذا العهد ، وعلى كل منا أنْ يحفظ إشراقات هذه الذرة في نفسه بأنْ يُغذِّيها بالحلال ، ويُعوِّدها الطاعة لتبقى فيه إشراقات الإيمان . كما قال تعالى : { وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا * فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا * قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا * وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَا } [ الشمس : 7 - 10 ] . ثم يقول الحق سبحانه : { وَلَقَدْ ءَآتَيْنَا مُوسَى … } .