Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 33, Ayat: 15-15)
Tafsir: Ḫawāṭir Muḥammad Mutawallī aš-Šaʿrawī
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
معنى { عَاهَدُواْ ٱللَّهَ … } [ الأحزاب : 15 ] أخذ الله عليهم العهد وقَبلوه ، وهو ما حدث في بيعة العقبة حين عاهدوا رسول الله على النُّصْرة والمؤازرة . أو : يكون الكلام لقوم فاتتهم بدر وفاتتْهم أُحُد ، فقالوا : والله لئن وقفنا في حرب أخرى لنبلونّ فيها بلاءً حسناً . وعَهْد الله هو الشيء الذي تعاهد الله عليه ، وأول عهد لك مع الله تعالى هو الإيمان به ، وما دُمْتَ قد آمنتَ بالله فانظر إلى ما طلبه منك وما كلَّفك به ، وإياك أنْ تُخِلَّ بأمر من أموره ، لأن الاختلال في أي أمر تكليفي من الله يُعَد نقصاً في إيمانك بالله ، فلا يليق بك أنْ تنقض ما أكَّدته من الأيْمان ، بل يلزمك أن توفي به لأنك إنْ وفَّيْتَ بها وُفِّي لك بها أيضاً ، فلا تأخذ الأمر من جانبك وحدك ، ولكن انظر إلى المقابل . واعلم أن الله مُطلع عليك ، يعلم خفايا الضمائر وما تُكِنّه الصدور ، فاحذر حينما تعطي العهد أنْ تعطيه وأنت تنوي أنْ تخالفه ، إياك أنْ تعطي العهد خداعاً ، فربك - سبحانه وتعالى - يعلم ما تفعل .