Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 33, Ayat: 25-25)

Tafsir: Ḫawāṭir Muḥammad Mutawallī aš-Šaʿrawī

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

الغيظ : احتدام حقد القلب على مقابل منافس ، والمعنى : أن الله تعالى ردَّ الكافرين والغيظ يملأ قلوبهم لأنهم جاءوا وانصرفوا دون أنْ ينالوا من المسلمين شيئاً { لَمْ يَنَالُواْ خَيْراً … } [ الأحزاب : 25 ] ليس الخير المطلق ، إنما لم ينالوا الخير في نظرهم ، وما يبتغونه من النصر على المسلمين ، فهو خير لهم وإنْ كان شراً يُراد بالإسلام . وقد رد الله الكافرين إلى غير رَجْعة ، ولن يفكروا بعدها في الهجوم على الإسلام لذلك قال سيدنا رسول الله بعد انصرافهم خائبين : " لا يغزونا أبداً ، بل نغزوهم نحن " وفعلاً كان بعدها فتح مكة . وقوله تعالى : { وَكَفَى ٱللَّهُ ٱلْمُؤْمِنِينَ ٱلْقِتَالَ … } [ الأحزاب : 25 ] أي : أن ردَّ الكافرين لم يكُنْ بسبب قوتكم وقتالكم ، إنما تولَّى الله ردَّهم وكفاكم القتال ، صحيح كانت هناك مناوشات لم تصل إلى حجم المعركة ، ولو حدثت معركة بالفعل لكانت في غير صالح المؤمنين لأنهم كانوا ثلاثة آلاف ، في حين كان المشركون عشرة آلاف . إذن : كانت رحمة الله بالمؤمنين هي السبب الأساسي في النصر لذلك ذُيلت الآية بقوله تعالى : { وَكَانَ ٱللَّهُ قَوِيّاً عَزِيزاً } [ الأحزاب : 25 ] قوياً ينصركم دون قتال منكم ، وعزيزاً : أي يغلب ولا يُغلب . هذا ما كان من أمر قريش وحلفائها ، أما بنو قريظة فيقول الله فيهم : { وَأَنزَلَ ٱلَّذِينَ ظَاهَرُوهُم … } .