Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 33, Ayat: 24-24)

Tafsir: Ḫawāṭir Muḥammad Mutawallī aš-Šaʿrawī

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

تأمل هنا رحمة الخالق بالخَلْقِ ، هذه الرحمة التي ما حُرم منها حتى المنافق ، فقال سبحانه : { وَيُعَذِّبَ ٱلْمُنَافِقِينَ إِن شَآءَ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ … } [ الأحزاب : 24 ] . وسبق أنْ تحدثنا عن صفتي المغفرة والرحمة وقلنا : غفور رحيم من صيغ المبالغة ، الدالة على كثرة المغفرة وكثرة الرحمة ، وأن القرآن كثيراً ما يقرن بينهما ، فالمغفرة أولاً لتستر العيب والنقائص ، ثم يتلوها الرحمة من الله ، بأن تمتد يده سبحانه بالإحسان . وقد أوضحنا ذلك باللص تجده في بيتك ، فتشفق عليه ، ثم تمتد إليك يدك بالمساعدة التي تعينه على عدم تكرار ذلك . وقلنا : إن الغالب أن تسبق المغفرةُ الرحمةَ ، وقليلاً ما تسبق الرحمةُ المغفرةَ . وقلنا : إنه يشترط في المغفرة أن تكون من الأعلى للأدنى ، فإذا ستر العبد على سيده قبحاً لا يقال : غفر له ، وكذلك في الرحمة فإن مال الأقل بالإحسان إلى الأعلى لا يقال رحمة لأنه قد يعطيه عِوَضاً عما قدَّم له أو يعطيه انتظار أنْ يرد إليه ما أعطاه مرة أخرى . ثم يقول الحق سبحانه : { وَرَدَّ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ … } .